عملية تجميع المعلومات والبيانات التي يقوم بها الباحث أو المفكر حول موضوع أو مشكلة ما بهدف التوصل لحلول لها تسمى البحث العلمي , والبحث العلمي هو نتاج إبداع الباحث و خبرته و اجتهاده الشخصي فهو يقدم دراسة في موضوع معين لم يتطرق له العلم مسبقاً.
و الباحث لا يتوقف عند عملية الاكتشاف بل يسعى لوضع بصمته في المجتمع و تدوين اسمه في المنابر العلمية العالمية , ولتحقيق ذلك توجب عليه جمع كل أفكاره وتساؤلاته و فرضياته والبيانات والنتائج التي توصل لها , وتدوينها في أوراق علمية تسمى أوراق البحث العلمي , و من ثم نشرها للعموم عن طريق وسائل النشر العلمي المعروفة والتي أصبحت في وقتنا الحاضر سهلة الوصول , ذلك يمكّن الباحثين الآخرين من الاطلاع على هذه الأبحاث بسهولة مما قد يساهم في فتح آفاق جديدة لهم .
ولتسهيل عملية الكتابة والتدوين قام عدد من الخبراء بوضع نظام معين لكتابة الأبحاث أصبح معتمداً من قبل المؤسسات العلمية , ويجب على الباحثين الالتزام به حيث أصبح للبحث هيكلية محددة , فالباحث قد يواجه صعوبات في طريقة عرض أبحاثة لأن اهتمامه ينصب على نتائج البحث وليس على كيفية كتابته وتنسيقه.
ونظراً لأهمية ذلك سنتطرق في هذا المقال لموضوع هيكل البحث
فهيكل البحث هو الإطار العام الذي يضعه الباحث عن طريق تقسيم البحث لمجموعة من المفردات الرئيسية التي تساعد الرواد والقراء على الوصول لمشكلة البحث عبر مجموعة من المراحل والخطوات , وأهم عناصر هيكل البحث العنوان والمقدمة والمشكلة والنتائج والاستنتاجات و المراجع .
مكونات هيكل البحث العلمي
- صياغة عنوان الهيكل العلمي
العنوان هو الجزء الأكثر جاذبية في أي مقال أو بحث , فهو أول شيء يلفت انتباه القارئ في البحث المكتوب و هو المفتاح لباب التساؤلات عن ماهية أهداف و محتوى البحث وهو من أهم الأشياء الرئيسية في إعداد محتوى هيكل البحث العلمي , لذلك يجب أن يكون العنوان مثالياً و متوافقاً مع طبيعة محتوى البحث العلمي و معبراً عنه
شروط صياغة العنوان
- التعبير عن المضمون : بما أن الباحث هو أكثر من يعرف الكلمات الأساسية في البحث فهو قادر على صياغة العنوان تبعاً لهذه الكلمات بحيث يشمل أهمية هذه الدراسة من خلال العنوان .
- البعد عن الإطالة : ذلك قد يؤدي للخروج عن هدف الدراسة ويشتت ذهن القارئ , و يجب أن لا تتجاوز العنوان خمسة عشر كلمة , ويعد ذلك كافياً للتعبير عن فكرة الدراسة .
- تجنب العبارات الرنانة أو المثيرة : يجب على الباحث الابتعاد عنها فهو بصدد تقديم بحث وليس التسويق .
- استبعاد الألفاظ الغريبة : من المهم ألا يدرج الباحث ألفاظ غريبة أو كلمات غير مفهومة تؤدي إلى عدم فهم ماهية الدراسة التي سيتطرق لها الباحث و يجب أن تكون كلمات العنوان بسيطة وسلسلة من ناحية البناء الموضوعي والشكلي .
- الشكلي : و هو تعريف بالتركيب والبناء اللغوي لمضمون العنوان , ويجب أن يكون واضحاً وموجها مباشرة نحو الغاية من البحث ومبسطاً دون الحاجةللتفسير.
- الموضوعي أو المضموني : أي أن يكون العنوان معبراً عن مضمون البحث ودالاً على ماهية الأدوات والمعطيات المستخدمة في البحث .
- تضمين المتغيرات الدراسية الأساسية والتي تعزز فهم القارئ للموضوع وأبعاده
- مقدمة هيكل البحث العلمي
كتابة مقدمة جيدة تعني بحث جيد , مترابط وموصل , لذلك يجب الاهتمام بكتابة المقدمة الخاصة بالبحث فهي الصورة الأولية للبحث وعلى الباحث أن يقدم بإيجاز ووضوح كل ما ورد في بحثه من محاور رئيسية وتساؤلات أساسية , و أن يوضح أهمية وأهداف بحثه والطرق والأساليب التي اتبعها لحل مشكلة البحث مع ذكر الإجراءات التي اتبعها والنتائج المتوقعة من البحث .
عناصر المقدمة
تتألف المقدمة من مجموعة من العناصر أهمها:
- الخلفية الدراسية : أي استعراض الباحث لدراسات قديمة جرت في نفس موضوع الدراسة وحققت نتائج مغايرة أو غير مرضية وآراء العلماء والنقاد بموضوع الدراسة .
- الأهمية : يقدم الباحث عدد من الدلائل ع أهمية هذه الدراسة وانعكاساتها والآثار الإيجابية لها .
- تعريف بالدراسات السابقة : يعرف الباحث الجهود السابقة التي ارتكز عليها في بحثه .
- صياغة مشكلة البحث : يجب الصياغة في المقدمة بطريقة دقيقة وحكيمة أو قد يطرح الباحث المشكلة على شكل سؤال .
- الفرضيات
فروض البحث العلمي في هيكل البحث هي التي فرضها الباحث بهدف تفسير مقترح لمشكلة بحثيه أو الإجابة على أحد تساؤلات البحث, وتلعب الفرضيات دور مهم في البحث العلمي فقد تساعد الباحث بالوصل إلى الحقيقة التي يبحث عنها ولها عدة أهميات منها :
- تقدم فهم للأحداث التي تجري والتساؤلات التي تطرح , عن طريق تفسير العلاقة بين متغيرات الدراسة.
- تساعد الباحث على جمع البيانات التي ترتبط بالبحث العلمي .
- تحديد الأساليب التي يتبعها الباحث في حل المشكلة والوصول إلى نتيجة البحث.
- تحديد وتفسير أسباب حدوث بعض الظواهر في البحث من خلال بيان الأسباب التي أدت لحدوث هذه الظاهرة وتنظيم الوقائع .
- تقسيمات البحث
من الأمور المهمة في هيكل البحث , ويقسم البحث إلى أبواب يتفرع منها فصول .
أساليب تقسيمات البحث
- أسلوب التبويب التاريخي : يعتمد فيها الباحث على تقسيم البحث وفق التطور الزمني من الماضي إلى الحاضر.
- أسلوب التبويب البنيوي : يعتمد فيها الباحث على تقسيم البحث وفقا للعناصر والعلاقات , حيث يتركز هذا الأسلوب على مضمون البحث من مبادئ وركائز والعلاقة بينهما . وتعمل على تقديم البحث للقارئ بطريقة متناسبة بين المتغيرات .
- الخاتمة
- تتضمن تلخيص وتعريف كثيف بالنتائج التي توصل لها الباحث من بحثه العلمي , مع شرح مختصر للأساليب المتبعة في البحث والمتغيرات والتي أدت لهذه النتائج , وما عكسته تلك النتائج من حلول واقعية , والفوائد التي عادت بها الدراسة .
- ويجب على الباحث تجنب ذكر أي شيء جديد في الخاتمة وأن تكون مختارة بطريقة احترافية .
- قد تكون الخاتمة عبارة عن تجربة الباحث الشخصية أو قد يقدم فيها مجموعة من التوصيات للجهات المهتمة بالبحث والتي قد تكون بمثابة رسالة تدعوهم لتطوير البحث بالاعتماد على نتائجه .
- المصادر و المراجع
قد يلجأ الباحث للاستعانة بمصدر ما لذكر فرضية أو دراسة سابقة و الأخذ بها كأساس لدراسة جانب ما أو الاستشهاد بمقولة لتعزيز كلامه, لذلك فهو ملزم بذكر مصدر هذا الاقتباس في مضمون هيكل البحث أو بقائمة في نهاية الأوراق البحثية تسمى قائمة المراجع والمصادر ,وذلك من باب الأمانة العلمية و حفاظا على جهود الغير .