تعتبر عملية كتابة البحث العلمي من الصعوبات التي تواجه الباحث عندما يتقدم لتوثيق نتاجه الفكري و رسم الطريقة التي اتبعها في عملية البحث , و لكن الصعوبة الأكبر هي نقل هذه الدراسة إلى المهتمين و القراء في مجال و اختصاص البحث , لذلك يراودنا هنا التساؤل حول إصرار الباحث على لنشر رغم هذه الصعوبات , فما هي أهمية النشر العلمي و ماهي الوسائل المتبعة في عملية النشر ؟
تتركز أهمية النشر العلمي في العموم على أنها تسهم في تطور العلم و ترفع من مستوى الباحثين و القراء كما تكسب الباحثين خبرة قوية في مجال البحث بالإضافة لزيادة الثقافة من خلال اطلاع الباحث على الأبحاث و الدراسات المنشورة في نفس مجال البحث لذلك فإن كتابة البحث العلمي دون نشره تعني ذهابه إلى الضياع و جعله بلا قيمة.
تتنوع الأهميات التي تعلو عملية النشر حسب الأصعدة التي يتم النشر فيها و الفوائد التي تعود على المساهمين في عملية النشر , و منها الفوائد على الأفراد الباحثين و الفوائد على الجامعات و المؤسسات العلمية و التعليمية و العاملين فيها.
- الفائدة التي تعود على الباحثين و الطلاب :
- يساعد النشر العلمي الباحثين غلى عرض أفكارهم بهدف تحقيق لمعان لاسم الباحث في الوسط العلمي الخاص بمجاله و تعريف العلماء و الباحثين الآخرين به , كما تساعد على نشر أفكارهم و إبداعاتهم بهدف تحويلها إلى مشاريع جديدة .
- بالنسبة للطلاب المتخرجين من مرحلة البكالوريوس فإنها تؤمن لهم القبول في منح التعليم العالي /درجة الماجستير/ فهي إثبات تميز يضاف على تميزهم في درجتهم العلمية , كما تلعب عملية النشر دوراً في قبول الطالب و الباحث العلمي المترشح للبعثات الخارجية .
- نشر الدراسات و الاكتشافات الجديدة التي تساهم في خدمة المجتمع و تعمل على إصلاح المشاكل التي تعترضه.
- تعرّف الأبحاث المنشورة سابقاً و تذكر الباحثين و المهتمين الآخرين بالدراسات الأخرى المتعلقة بموضوع البحث , و بالتالي تنشط الدراسات و الأبحاث العلمية المنشورة سابقاً و تعرّف بالتحديثات و التطورات التي ظهرت عليها .
- تساهم عملية النشر للباحث العلمي و الطالب الأكاديمي في رفع مستواه الثقافي .
- زيادة فرصة الطالب المتخرج حديثاً في الحصول على وظيفة في الجامعة كأستاذ جامعي أو أولوية القبول له في الوظيفة في سوق العمل خارج الجامعة و في مسابقات التوظيف .
- زيادة خبرة الباحث و الطالب عن طريق توضيح الأخطاء التي وقع فيها و إعادة التجربة بمفاهيم و معايير أخرى لتجنب هذه الأخطاء, فالبحث العلمي المقدم للنشر يخضع لعملية مراجعة و تحكيم لتوثيقه و تدقيقه قبل النشر .
- تزيد عملية النشر من ثقة الباحث بنفسه عند نشر دراسته أو بحثه العلمي في مجلة محكمة أو عرضه في مؤتمر علمي أمام مجموعة من المهتمين بنفس المجال .
- تزيد عملية النشر العلمي من نطاق المعرفة و التعرف على باحثين و مهتمين من كافة أنحاء العالم و بالتالي الانفتاح العلمي العالمي و تشارك الأفكار العلمية و رفع كفاءة الأبحاث المدروسة و تقديم فكر مطور لها .
- قد يهدف بعض الباحثين من الطلاب و الأساتذة أو أحد أعضاء الكوادر العلمية للنشر بهدف الربح و جني المال , فبعض المجلات أو المواقع الإلكترونية تسعى للنشر بهدف تحقيق مكاسب بالاعتماد على عدد الزوار للموقع و القارئين للأبحاث المنشورة , و ذلك يعود بالمنفعة على الباحث .
- الفائدة التي تعود على الجامعة و المؤسسة
- يساعد النشر العلمي برفع و زيادة قوة المؤسسة من خلال وجود باحث باسم المؤسسة قام بنشر بحث أو طور دراسة ما .
- تساعد الأبحاث المنشورة بتحسين صورة الجامعة أو المؤسسة العلمية التي تم النشر تحت غطائها و باسمها .
- وضع الأبحاث المنشورة في رصيد و معلومات المؤسسة أو المنظمة التي تم ذكر اسمها في البحث , كواحد من إنجازاتها .
- كثير من الجامعات تهتم بالأبحاث العلمية وتقدم للباحثين من طلاب و أساتذة الدعم المادي و المعنوي لنشر الأبحاث لما يعود على مستوى الجامعة بالفائدة , فترتيب الجامعات عالمياً يعتمد على كم و نوع الأبحاث المنشورة باسمها .
- الفائدة التي تعود على الأساتذة و الموظفين في الجامعة أو خارجها
- يساعد النشر العلمي في تعريف الممولين المحتملين على أهمية البحث و بالتالي تقديم الدعم للباحث .
- من أكثر الأسباب التي تدفع الباحثين من الأكاديميين و الأستاذة للنشر العلمي هو التطلعات للترقية إلى مكانة أعلى و بالتالي تحسين المردود المادي و رفع المستوى المعيشي .
- يساعد النشر العلمي على زيادة نصيب الباحثين العاطلين عن العمل في الحصول على وظيفة في الجامعة و المؤسسات العلمية أو سوق العمل .
- يهدف بعض الأكاديميين أو الأستاذة من عملية النشر لأبحاثهم العلمية المميزة في الحصول على جائزة أو إعلاء رتبته بشكل فخري أو ترقيته في السلم الوظيفي.
- تعريف الأساتذة و المشرفين بالأبحاث و الدراسات الجديدة و بالتالي رفع مستواهم الثقافي و مواكبة التغيرات العلمية و نقل هذه الدراسات المتطورة باستمرار للطلاب مما يخلق جيل مفكر و مواكب لمسيرة المجتمع , كما تزيد الأبحاث المقدمة من هؤلاء الأساتذة و المفكرين من خبرتهم في مجال تخصصهم .
- يساعد النشر العلمي في فتح أفق جديدة في المجال العلمي المقصود و دعم و تنشيط حركة البحث العلمي .
- شهرة الأساتذة و الباحثين بين طلابهم و العاملين معهم و بالتالي زيادة الثقة بهم و بقدراتهم , و هذا يساعد الطلاب في الاعتماد عليهم و اللجوء إليهم عند طلب الاستشارة أو البحث عن مشرفي كفوء لبحوثهم أو مشاريع تخرجهم و رسائلهم العلمية.
- الشعور بالرضا و الثقة بالنفس للأساتذة الناشرين للأبحاث العلمية بين طلابهم و الكادر التعليمي العامل معهم .
- يساعد النشر العلمي على بناء قاعدة اجتماعية مع العلماء و الباحثين المشهورين و بالتالي الاستفادة من خبراتهم , بالإضافة إلى تكوين علاقات اجتماعية للأفراد العاملين في المؤسسة أو الجامعة مع الشخص المقدم للبحث أو الدراسة العلمية .
وسائل نشر الأبحاث العلمية
- المكتبات الورقية
تضم المكتبات مجموعة من الكتب العلمية المتنوعة التي تتناول العديد من المجالات بالإضافة إلى الدوريات المنتظمة و المخطوطات و الأبحاث العلمية , وهي متاحة للجميع من كافة الأعمال و الجنسيات .
- المكتبات الإلكترونية
تحتوي الكتب و الأبحاث و المشاريع المتنوعة و يستخدم المهتمين من قراء و باحثين الإنترنت للوصول إليها , وهي تتيح للجميع الوصول دون قيود الوقت أو المكان .
- المؤتمرات
هي تجمع العلماء و المفكرين و الباحثين العلميين لغرض نشر ومناقشة أبحاثهم وتتنوع المواضيع البحثية في المؤتمرات وقد يستمر المؤتمر مدة تصل إلى عدة أيام إضافة للفعاليات التي تقام .
- المجلات العلمية
هيدوريات تهدف للمساهمة في المعرفة والتطوير واكتشاف حقول معرفية جديدة و تحقيق الموثوقية من خلال ضمان جودة ونوعية الأبحاث المنشورة ودقة المعلومة بما يضمن خدمة المجتمع ودعم النتاج الفكري , تنشر الأبحاث العلمية في عدة مجالات متخصصة بعد أن يتم تدقيقها وتحكيمها من قبل لجنة من المحكّمين المختصين الذين يتقدمون بقبول أو رفض النشر حسب استيفاء البحث لشروط النشر وقواعد المجلة .