تهدف المؤتمرات العلمية إلى تطوير البيئة الداخلية للمجتمعات من خلال دعم نشاط حركة البحث العلمي و نشر الأبحاث العلمية و ما ينتج عنه من رفع لمستوى العلم عن طريق عقد هذه اللقاءات بين الباحثين و المختصين في نفس المجال و ما إلى ذلك من تبادل الأفكار و النقاشات و التي تؤدي إلى تعاون علمي ينتج عنه أفكار و أبحاث جديدة , كما تقدم المؤتمرات العلمية فرصة تعريفية باكتشاف ما أو ظاهرة جديدة و تقدم الفوائد منها أو تنشر الحلول لها و التوعية لمخاطرها .
أهمية المؤتمرات العلمية
تقدم المؤتمرات العلمية خدمة كبيرة لباحثين و الأكاديميين المشاركين فيها حيث :
- تزيد من اطلاع المفكر أو الباحث الأكاديمي المشارك على التغيرات و الأحداث العلمية المتطورة باستمرار في مجال تخصصه , و تعزز الثقة لديه بالبحث الذي بين يديه والنتائج التي توصل لها.
- إشهار اسم الباحث والتعريف بنفسه لدى المهتمين وأهل الخبرة .
- يدعم المؤتمر العلمي ثقة الباحث العلمي بنفسه و خصوصا عند عرض بحثه أمام نخبة من المختصين و الباحثين في نفس المجال .
- فرصة للباحث للتعلم من الأخرين من خلال معرفة أساليب التحليل و الطرق التي اتبعوها في دراساتهم وعرض البيانات والنتائج التي توصلوا إليها .
- الاجتماع و اللقاء مع المختصين و ما ينعكس عنه من التعلم المباشر و بناء علاقات أكاديمية .
- الملاحظات المقدمة في النقاشات و الدراسات التي يلقيها المتحدثين قد تفتح آفاق جديدة لدى الباحث حول موضوع البحث .
- تقدم الأبحاث المنشورة من خلال المؤتمر الدولي للباحثين و الأكاديميين المساعدة في تحصيل علمي أعلى و تساعدهم في تحقيق متطلبات الترقية الوظيفية , كما تعزز مهارات الباحث على الكتابة الأكاديمية و الاستفادة من تحكيم الخبراء لبحثه .
لذلك و فقا لهذه الأهميات ينبغي على كل باحث أو طالب أو مفكر أن يحضر أكثر من مؤتمر علمي لينمي مهارات التواصل و يدخل الساحة العلمية و عالم الاختصاص من أوسع أبوابه , بشرط ملائمة هذا اللقاء لاحتياجاته العلمية أو مهاراته الأكاديمية .
اختيار المؤتمر المناسب
أنت كباحث أو أكاديمي عليك اختيار المؤتمر العلمي المناسب لحضوره و مشاركة و نشرك بحثك فيه , و ذلك وفقاً لعدد من العوامل و المعايير و التي تحقق هدفك و تحدد نجاح مشروعك في التقديم و نشر بحث في هذا المؤتمر العلمي :
- فعلى المتقدم للمشاركة في المؤتمر العلمي معرفة اختصاص هذا الحدث المقام و الجوانب التي يركز عليها و نوعية الأبحاث المشاركة و مستواها العلمي , لأن لا يتقدم لمؤتمر يقدم أقل من مستواه الفكري أو أن تكون الأبحاث المقدمة مكررة و بلا فائدة جديد تعكس سمعة سيئة للمؤتمر و فشل الهدف المرجو من النشر .
- الجهات الداعمة : على الباحث التعرف على الجهات المنظمة للمؤتمر و الداعمة له مما يعرف بجودة و مصداقية هذا اللقاء , فبعض المؤتمرات العلمية تقام باسم الجامعة و هذه في الغالب هدفها تحقيق المنفعة العلمية و التعاون الأكاديمي , و بعض المؤتمرات تقام باسم مؤسسات أو منظمات و قد يكون هدفها من عقد هذا اللقاء في بعض الأحيان الدعاية و التعريف بها و بمجالاتها أو الترويج لمنتج ما و في بعض الأخرى قد يكون هدفها العلمي حقيقي و تسعى للتعريف بقدرات المنتسبين إليها و دعم قدراتهم و إيجاد الحلول لمشكل المجتمع .
- نطاق المؤتمر : يعتبر هذا الجانب مهم بالنسبة للكثير من المتقدمين لحضور المؤتمرات العلمية و ما ينعكس عنه بما يتعلق بالأبحاث العلمية المقدمة , فالمشاركة في مؤتمر علمي محلي ليس كجودة المؤتمرات العلمية الدولية و التي تقيم لقاءات بين أكبر الأسماء العلمية العالمية و تعطي فرصة للمشاركين الجدد و غير المعروفين بالانطلاق إلى العالمية و تقديم نتاجهم الفكري أمام هذه النخبة , و نشر بحث في مؤتمر دولي له الحصة الأكبر و الشهرة الأوسع بالامتيازات العلمية .
- الموثوقية تتميز المؤتمرات العلمية عن غيرها من الندوات و اللقاءات بالموثوقية و المصداقية , و على الرغم من قلة عدد المؤتمرات العلمية التي دعمت عملية التحكيم إلا أن الحاجة الملحة لها استدعت قياما حديثاً حتى أصبحت اليوم من أهم ميزاتها و التي تفوقت فيها عن باقي وسائل النشر الأخرى بما في ذلك المجلات العلمية و التي قد ماثلتها بجودها و لكنها تأخرت عنها في سرعة الرد على الأبحاث المقدمة للتحكيم و النشر فيها .
- لغة المؤتمر العلمي و هذا ما قد يفرق المؤتمرات العلمية عن غيرها من وسائل التواصل العلمي و سبل النشر , فهو عامل التواصل المباشر بين المشاركين في المؤتمرات العلمية و هنا يأتي دور اللجان المعدة و المنظمة لهذه المحافل و التي تكون غالباً دوليه عن طريق تأمين مترجمين مختصين و فرض على الباحثين تقديم ملخص بعدة لغات مع أوراقهم العلمية المقدمة للنشر .
- وقت المؤتمر : يحدد وقت انعقاد المؤتمر العلمي عن طريق اللجنة المختصة بالإعداد و التنظيم و التي تدرس الوقت الملائم حسب الشريحة المدعوة و المشاركات المعنية في حضور هذا الحدث , و ذلك بحيث لا يتضارب مع مصلحة الحضور و أوقات عملهم , و على المتقدم للمشاركة معرفة ذلك قبل التقديم بطلب المشاركة .
- إمكانية النشر و الجهات الناشرة : قد تقوم بعض المؤتمرات العلمية بالتحكيم من أجل مصداقية البحث العلمي المشارك فيها دون النشر و بعضها يهتم بنشر هذه الأبحاث في ملحق المؤتمر العلمي و الذي يسمى " واقع أعمال المؤتمر " و البعض الآخر يلجأ إلى المجلات العلمية المحكمة للتعاقد معها لتحكيم و نشر الأبحاث المشاركة فيه , لذلك على الطالب الأكاديمي أو الباحث التعرف على ما إذا كان هذا المؤتمر يوفر ميزة النشر من خلاله قبل التقديم و المشاركة .
- فترة التقديم : تعطي الأولوية في المشاركة في المؤتمرات العلمية للأساتذة و الخبرات العلمية التي قدمت سابقاً دراسات غيرت من واقع المجتمع و يأتي بعد ذلك أهمية الدراسة المقدمة و أسبقية التقديم , فعلى الباحث دراسة موضوع و اختصاص المؤتمر العلمي المعلن عنه و الضوابط و القواعد المحددة للأوراق البحثية المشاركة , فإذا كان المؤتمر يوافق رغباته و يتوافق مع ضوابطه فعليه الإسراع في إرسال البحث و التقديم .
- الفعاليات المصاحبة : تتميز المؤتمرات العلمية بقائمة من الفعاليات المصاحبة لها و التي تقدم ميزات إضافية تجعل الباحثين يلجؤون إليه لعرض إبداعاتهم و أبحاثهم العلمية , فورش العمل تعتبر على رأس هذه القائمة و التي تعطي مجال للمتقدمين بالاكتشافات و الدراسات ذات الطابع التطبيقي بعرض هذا النتاج على أرض الواقع و أمام المهتمين و المشككين بقدرات الدراسة , و يتم التنسيق من قبل الباحثين مع اللجان المسؤولة عن المؤتمر العلمي لتنظيم هذه الفعالية .