إن المشاركة و التقديم لحضور المؤتمرات العلمية هو الأمر الذي يلجأ إليه المفكر أو الباحث لنشر مجهوده العلمي و نتاج فكره , وتتنوع المؤتمرات العلمية حسب نطاق جغرافية المؤتمر و الذي يتعلق بأهمية البحث و مدى أهمية انتشاره على المساحة الجغرافية المقصودة , فنجد المؤتمرات العلمية المحلية و التي تنشر ضمن نطاق الدولة الواحدة و غالباً تتمحور حول موضوع محلي مثل خطة تنظيمية أو بحوث اجتماعية , و المؤتمرات العلمية الإقليمية التي تضم الباحثين في نطاق إقليمي محدد مثل حوض المتوسط أو مؤتمرات دول التعاون الخليجي و المؤتمرات العلمية الدولية و التي تتناول و تنشر أبحاث في مواضيع مشتركة دوليا قد تكون في المجال الطبي مثلا أو علوم القانون الدولية أو غيرها .
و المشاركة في المؤتمرات العلمية الدولية هي الخطوة الانتقالية في مسيرة الباحث من المحلية إلى العالمية , فكثيرا ما نسمع باسم باحثين و علماء و نقرأ عن إبداعاتهم و المؤتمرات العلمية الدولية قد تتيح لنا التعرف على أصحا هؤلاء العقول المبدعة و إقامة علاقات اجتماعية معهم و الاستفادة من خبراتهم .
و المؤتمرات العلمية الدولية هي فعالية تجمع عدد من المهتمين و المميزين في اختصاص معين ضمن مكان محدد لتقديم أبرز الأبحاث العلمية و التي غالباً ستقدم للبشرية حلولا لمشاكل ما و تطور خدمات أو أبحاث موضوعة مسبقاً.
تقام المؤتمرات العلمية الدولية تحت إشراف منظمة دولية أو جامعة مرموقة أو قد تقوم مكاتب البحث و الجمعيات العلمية بإعدادها و تنظيمها بشكل دوري كل سنة تقريباً أو قد تقام نتيجة اكتشاف جديد أو حدث استثنائي أو بداعي الحاجة لها , و تقوم اللجان المسؤولة عن تنظيم المؤتمر الدولي بدراسة الأبحاث المقدمة إليها و مراجعتها لقبول نشرها و تقديمها في المؤتمر , كما تهتم هيئات التنظيم باختيار لجنة من الخبراء لإدارة فعاليات المؤتمر و دعوة الشخصيات العلمية ذات الأسماء اللماعة و الخبرات العلمية في مجال المؤتمر كضيوف شرف في المؤتمر العلمي الدولي .
تقام المؤتمرات العلمية الدولية في مكان المؤسسة المنظمة و من مسؤولياتها تأمين استقبال المدعوين على كافة الأصعدة و وضع برنامج للفعاليات المصاحبة للمؤتمر من ورشات العمل لتغطية القسم العملي في الأبحاث التي تتطلب ذلك و تأمين طريقة لعرض المخطوطات و الرسومات التوضيحية و التعريف بالمؤسسة المنظمة و المشاريع المقامة في مجال المدعوين و ترتيب الكلمات الافتتاحية و تقديم الباحثين .
أهمية المؤتمرات الدولية
كثيراً ما نسمع عن جائزة فلان لأفضل تصميم مثلا أو نسمع عن مؤتمر بعنوان اكتشاف مميز , و هذا ليس إلا القليل من المزايا التي تقدمها المؤتمرات العلمية الدولية للباحثين الذين يهدفون من المشاركة في هذا النوع المؤتمرات لتحقيق عدد من المزايا و الفوائد و التي منها :
- تقدم الأبحاث المنشورة من خلال المؤتمر الدولي للباحثين و الأكاديميين المساعدة في تحصيل علمي أعلى و تساعدهم في تحقيق متطلبات الترقية الوظيفية .
- كما تزيد من اطلاع الباحث المشارك على آخر المستجدات المتطورة دولياً و عالمياً باستمرار في مجال تخصصه.
- تعزز مهارات الباحث على الكتابة الأكاديمية و الاستفادة من تحكيم الخبراء لبحثه .
- توسع الأدراك لدى الباحثين من خلال الاستفادة من الملاحظات التي يتلقاها الباحث عند المشاركة في المؤتمرات العلمية والنشر أمام نخبة من المفكرين .
- إشهار اسم الباحث والتعريف بشخصه لدى المهتمين وأهل الخبرة , وزيادة الثقة لدى الباحث بنفسه و خصوصا عند عرض بحثه أمام الحضور .
- فرصة للباحث للانفتاح و التعلم من الأخرين من خلال معرفة أساليب التحليل التي اتبعوها وعرض البيانات والنتائج.
- تعزيز الثقة لدى الباحث بالبحث الذي بين يديه والنتائج التي توصل لها.
- الاجتماع واللقاء مع المختصين وما ينعكس عنه من التعلم المباشر وبناء علاقات أكاديمية.
- المناقشات التي تجري خلال المؤتمر و التي يلقيها المتحدثين قد تفتح آفاق جديدة لدى الباحث على موضوع البحث.
من اللافت أن التقدم لنشر الأبحاث في المؤتمرات العلمية لم يكن بهذا الشكل في السابق , و كان الباحثون يلجؤون للمجلات العلمية للنشر فيها بسبب انتشارها , إلا أن التعقيدات في عملية النشر و الشروط التعجيزية التي تضعها بعض المجلات دفع الكثير إلى التوجه إلى المشاركة في المؤتمرات العلمية و التي تسهل عملية المراسلة و تعطي ردود أسرع في قبول الأبحاث أو رفضها , و يتم نشر الأبحاث المقدمة في ملحق خاص يسمى نتائج أو وقائع أعمال المؤتمر و قد يقوم بعض المؤسسات المنظمة للمؤتمرات بالتعاقد مع مجلات علمية محكمة ذات أهمية لنشر الأبحاث المميزة التي خرج بها المؤتمر .
غالب الباحثين و المفكرين المدعوين للمشاركة في المؤتمرات الدولية أو المتقدمين بطلب المشاركة يكونون من خارج بلد استضافة المؤتمر لذلك يتوجب عليهم التجهيز للسفر لحضور المؤتمر و هذا يتطلب منهم الاستعداد بوقت مبكر , و على الرغم من أن هذا الموضوع يعتبر من سلبيات المؤتمرات العلمية الدولية إلا أن البعض يراه بشكل إيجابي نوع من السياحة و الاطلاع الثقافي .
أثبتت الدراسات أن أغلب الحلول و الدراسات التي ساعدت في تنمية المجتمعات المحلية قام بها أشخاص اعتماداً على دراستهم لثقافات دول أخرى و الاطلاع على مرافق الحياة فيها , لذلك على المشاركين في المؤتمرات الدولية التعرف على طبيعة و ثقافة البلد الذي ينعقد فيه المؤتمر .
كما أن الاندماج مع الباحثين و التعرف عليهم في فترات الاستراحة و الحوارات الجانبية قد يقدم الكثير من الحلول و يفتح آفاق أكبر للباحث في الأبحاث التي يقوم بها , وقد يخرج من المؤتمر بعلم جديد يضيفه إلى قاعدته و خبراته , لذلك على الباحث بناء العلاقات الأكاديمية و الاجتماعية مع العناصر البشرية المشاركة في المؤتمر .
عملية المشاركة و الحضور في المؤتمرات العلمية الدولية بالرغم من كل الأهميات السابقة إلا أنها مكلفة في أغلب الأحيان بسبب تكاليف السفر و الإقامة و غيرها , لذلك عندما تفكر و تعتزم المشاركة ينبغي أن تتأكد بأن هذا المؤتمر سيحقق غاياتك العلمية و يأهلك لتحقيق مرادك و ذلك عن طريق الاطلاع على أهداف المؤتمر و التعرف على تاريخ المؤتمرات المنعقدة عن طريق نفس اللجنة المسؤولة عن هذا المؤتمر و معرفة إذا كان المؤتمر يخدم عملية النشر و لجنة التحكيم المختصة بعملية المراجعة و التدقيق .
أخيراً لابد من ذكر أن لا شيء يعادل فرصة التقدم لحضور مؤتمر دولي في مجال اختصاصك حيث تجد فيه من يشترك معك في التفكير و الاهتمام من خارج بيئتك الاجتماعية و بمختلف اللغات و المعتقدات , لذلك عليك أن تقدم أفضل ما لديك والذي يعكس شخصيتك و يبرزك بشكل دولي .