تعد المؤتمرات العلمية العمود الفقري للاتصال العلمي , فالأبحاث غالبا تخرج من المؤسسات التعليمية و الجامعات كمشاريع تخرج و رسائل الدراسات العليا و لكنها لا تكون بجودة و مصداقية الأبحاث المنشورة في وسائل النشر الموثقة مثل المجلة العلمية المحكمة و المؤتمر العلمي , ولا شك في أهمية كلا الطريقتين و لكن تبقى ميزة التجمع البشري الأقوى دوماً , فعند إلقاء وبسط نتاجك الفكري أمام مجموعة من الخبراء و العلماء في مجال اختصاصك فأنك تؤكد لهم فرضيتك و تثبت تفردها و امتيازها من غير قلق من وجود دراسة سابقة عنها و بالتالي فأنت تعيد هذه الدراسة لملكيتك الشخصية و أمام شهود لا يمكن التجريح بإدلائهم ومن هنا كانت الأهمية التي دفعت الكثير من المهتمين بنهضة و نشاط البحث العلمي لمواجهة صعوبات و تحديات التنظيم لهذا الحدث المدعو بكل جدارة " المؤتمر العلمي " .
تقوم العديد من المنظمات العلمية و المؤسسات التعليمية مثل الجامعات و مراكز البحث العلمي فيها بعقد المؤتمرات العلمية بشكل سنوي على أبعد تقدير بالإضافة إلى المؤتمرات القائمة للبعثات و المسابقات العلمية , و تسعى لدعم هذه المؤتمرات العلمية بفعاليات وميزات منفردة تعزز ما جاءت لأجله .
ومع تقدم التكنولوجيا عمدت الكثير من هيئات تنظيم المؤتمرات العلمية على استخدام وسائل المعلومات و تقنيات الاتصال الحديثة لإدارة عملية المشاركة و إعداد و ترتيب محتوى و جدول أيام المؤتمر و الذي يستمر عادة من ثلاث إلى خمس أيام , و كان لهذه التقنيات دور كبير في عملية الترويج و الإعلان عن المؤتمرات العلمية لتلقي طلبات المشاركة و الأبحاث المقدمة لتحكيمها و نشرها لاحقاً في ملحق وقائع المؤتمر العلمي أو إرسالها لدور و وسائل النشر الأخرى المعتمدة و المتعاقد معها من قبل المؤتمر العلمي مثل المجلات العلمية المحكمة .
- من يحق له المشاركة في المؤتمرات العلمية
لا تعتبر المؤتمرات حكراً على أحد دون الآخر و لكن دائما توجد أولوية في الحضور للباحثين ذات المكانة المرموقة و الذين قدموا و مازالوا يقدمون الإنجازات العلمية , كذلك الأساتذة الجامعيين و الأكاديميين العاملين في المناصب العلمية و أيضا طلاب الدراسات العليا الذين يسعون لبدء مسيرتهم العلمية بنجاح .
- أهمية المشاركة في المؤتمرات العلمية
تتعدد الأهميات التي تجعل من المؤتمرات العلمية محفلاً للباحثين و منارة للأبحاث و الدراسات , إلى جانب الفوائد التي لا تحصى من حضور المؤتمرات و التي يمكن أن نذكر بعضها مثل :
- تزيد من اطلاع المفكر أو الباحث المشارك على المتغيرات و الأحداث العلمية المتطورة باستمرار في مجال تخصصه.
- تعزز مهارات الباحث على الكتابة الأكاديمية و الاستفادة من تحكيم الخبراء لبحثه .
- الملاحظات التي يتلقاها الباحث عند المشاركة و التقدم للنشر في المؤتمرات العلمية مهمة له , حيث توسع آفاق الأدراك لديه .
- إشهار اسم الباحث والتعريف بنفسه لدى المهتمين وأهل الخبرة , وزيادة الثقة لدى الباحث بنفسه و خصوصا عند عرض بحثه أمام نخبة من المختصين .
- فرصة للباحث للتعلم من الأخرين من خلال معرفة الأساليب و الطرق التي اتبعوها وعرض البيانات والنتائج , و الأدوات التي اعتمدوا عليها في إجراء عملية البحث .
- تعزيز الثقة لدى الباحث بالبحث الذي بين يديه والنتائج التي توصل لها.
- أهمية المشاركة تعود بالفائدة أيضاً على طلاب الدراسات العليا والذين يسعون لتحقيق درجات علمية عن طريق نشر و تحكيم بحثهم .
- إمكانية الرد على الاستفسارات المطروحة و تلقي النصائح و شرح تفصيلي للمعلومات الغير موضحة .
- إمكانية إجراء تجربة اجتماعية داخل المؤتمر .
- الاجتماع واللقاء مع المختصين وما ينعكس عنه من التعلم المباشر وبناء علاقات أكاديمية.
- الجلسات و العمليات الحوارية التي يلقيها المتحدثين قد تفتح آفاق جديدة لدى الباحث على موضوع البحث أو دراسات جديدة قد يقوم بها مستقبلاً .
المؤتمرات الإلكترونية
شهد المجتمع العلمي تطورات كبيرة في نظم المعلومات في الفترة الأخيرة و التي عكست أثرها على مجالات البحث العلمي و سبل النشر , و سهلت عملية التواصل بين العقول البشرية دون الحاجة إلى التنقل و حمل المستندات .
فظهرت المجلات الإلكترونية و التي سهلت عملية التواصل و عمليات تبادل الأبحاث و النشر على نطاق عالمي و امتدت هذه التطورات التكنولوجية لتمس بالمؤتمرات العلمية و التي من أهم ميزاتها تأمين ملتقى علمي يجمع العقول البشرية , فظهرت المؤتمرات العلمية الإلكترونية و التي شغلت اهتمام الكثير من رواد العلم و الباحثين الذين يهتمون بكثرة بإجراء النقاشات و طرح أفكارهم و فرض شخصيتهم العلمية .
سهلت المؤتمرات العلمية الإلكترونية عملية اللقاء هذه على الباحثين من خلال إقامة عروض تقديمية و اجتماعات علمية و محاضرات من خلال تقنيات التواصل و الاتصال الحديثة , و إقامة الفعاليات العلمية المحدودة خلال جلسات من المنزل أو مكان العمل لمدة ساعات خلف شاشة الحاسب أو الوسائل الإلكترونية الأخرى , كما قدمت هذه المؤتمرات العلمية الإلكترونية إمكانية عرض محتواها المسجل لتتيح للمهتمين الاطلاع عليها عند استطاعتهم .
و نظام المؤتمرات العلمية الإلكتروني هو نظام آلي مفتوح المصدر لإدارة المؤتمرات العلمية عبر وسائل الاتصال المرئية و نشر الأفكار و المستجدات العلمية , و يتميز هذا النظام بالمرونة العالية و سهولة الولوج إليه .
و تهدف هذه المؤتمرات الإلكترونية إلى :
- زيادة فعالية التواصل بين الباحثين و الخبراء المختصين و المهتمين لدراسة و تقديم الأفكار و الإبداعات المميزة .
- تعزيز المعارف من خلال خلق جو اجتماعي تعارفي بين مجموعات الباحثين في المؤتمر العلمي الإلكتروني .
- الإثراء المعرفي و الانفتاح خلق أفق جديد للعلوم من خلال تبادل الخبرات و العلوم في مجال الاختصاص .
- نشر ثقافة التعارف العلمي و التدريب و التعليم و الحوارات عن بعد .
- إضافة لمسة و بعد تكنولوجية لعملية البحث العلمي في المجتمع .
و على الرغم من الحاجة إلى هكذا أنواع من المؤتمرات العلمية و اللقاءات و الدعوات لدعم هذه الانطلاقة , إلا أنها لاتزال تعتبر ضعيفة الانتشار و تحتاج المزيد من التقنيات والتي من الممكن العمل عليها مثل موثوقيتها و مصداقيتها و أمن المعلومات و التصريحات لحماية حقوق الناشرين و أجهز تواصل و تقنيات حديثة .