البحث العلمي هو نتاج فكر الباحث ومجهوده الشخصي و هذا البحث لا قيمة له من دون نشره و تعريف العالم به و الفائدة التي خرج بها , لذلك بعد كتابة البحث العلمي وتدوين نتائج الدراسات فإن الباحث يرغب بنشره بغية إكمال مسيرته في تطوير المعرفة و توسيع دائرتها ووضع الفرضيات التي توصل لها بين يدي المجتمع العلمي .
تعتبر المجلات العلمية المحكمة و المؤتمرات العلمية أحد الطرق الأكثر انتشاراً في العرف العلمي الأكاديمي لنشر الأبحاث العلمية وعرض ومناقشة النتائج , و على الرغم من التوجه في السابق إلى المجلات العلمية المحكمة بشكل أكبر لنشر الأبحاث العلمية إلا أن دعم المؤتمرات العلمية و التركيز على تنظيمها و ميزاتها في وقتنا الحاضر جعل منها لا تقل قيمة عن المجلات العلمية المحكمة .
يمكننا القول أن كل من هاتين الوسيلتين في النشر لها أهميتها و ميزاتها و لا يمكن تفضيل أحدهما عن الآخر ولكن يمكن أن نقول أن هذا البحث من الأفضل نشره في مجلة علمية مثلا و ذلك من الأفضل تقديمه في مؤتمر علمي .
إن عملية التحكيم أصبحت بلا شك متقاربة في الوسيلتين فالمجلات العلمية المحكمة تتضمن لجنة من المحكمين المسؤولين عن تقييم و مراجعة البحث العلمي و تحديد قبوله للنشر و هذا نراه أيضاً في المؤتمرات العلمية التي تخصص عدد من الخبراء لتقييم الأبحاث المقدمة للمشاركة في المؤتمر العلمي .
كما أن النشر في كلا الطريقتين يقدم الميزات و الغايات نفسها للمهتمين بما في ذلك زيادة اطلاع الباحث و الدراس على المتغيرات آخر المستجدات في الوسط العلمي و المنشورة عن طريق هذه الوسائل في مجال تخصص الباحث و تعزز مهارات الباحث على الكتابة الأكاديمية و الاستفادة من تحكيم الخبراء لبحثه كما تقدم الأبحاث المنشورة من خلالالمؤتمرات العلمية و المجلات العلمية المحكمة للباحثين و الأكاديميين المساعدة في تحصيل علمي أعلى و تساعدهم في تحقيق متطلبات الترقية الوظيفية .
تتميز المؤتمرات العلمية عن المجلات العلمية المحكمة باللقاءات و التشاورات العلمية و تلقي الملاحظات و الإرشادات و القدرة أيضاً على تقديم التجارب في الأبحاث التي تتطلب شرح عملي و تجريبي , كما تعرف المجتمع بشخص الباحث و تدعم ثقته بنفسه داخل المجتمع العلمي و خصوصا عند عرض بحثه أمام نخبة من المختصين و عدد من الحضور المهتمين و تتيح للباحث فرصة للتعلم من الأخرين يؤمن سهولة في إمكانية الرد على الاستفسارات المطروحة و مناقشة القضايا و تلقي النصائح , كما أن الاجتماع واللقاء مع العلماء و المفكرين و المختصين يساعد الباحث على التعرف عليهم شخصيا و لربما إقامة علاقات اجتماعية و قد تفتح آفاق علمية و تعزز عملية تبادل الثقافات و العلوم و الخبرات بالإضافة لما قد ينعكس عن المؤتمر العلمي من التعلم المباشر وبناء قاعدة أكاديمية , فالملاحظات المقدمة في الأبحاث و المناقشات التي تجري داخل قاعة المؤتمر و الكلمات التي يلقيها المتحدثين قد تفتح لدى الباحث سبل جديدة على موضوع البحث.
بينما يمكن تحديد الميزات التي تنفرد بها المجلات العلمية المحكمة عن المؤتمرات العلمية بوجود قواعد بيانات مصنفة و مفهرسة تضمن للباحث نشر بحثه في مكان يحقق له الشهرة و الغاية التي يقصدها , كما تضمن له النشر في مجلات دولية تعمل على إلماع اسمه عالمياً دون الحاجة إلى السفر و التنقل لنشر ما تقدم به من أبحاث , حيث تعتبر عملية السفر في بعض الأحيان من سلبيات المؤتمرات العلمية التي تتميز بطابع دولي , حيث يضطر الباحث إلى السفر و إضاعة فترة من الوقت بعيدا عن عمله و واجباته لحضور المؤتمرات العلمية , ناهيك عن التكاليف و ترتيبات السفر الأخرى .
و على الرغم من أن البعض يعتبر السفر في السلبيات في المؤتمرات العلمية إلا أن آخرون يعتبرونها إيجابية و فرصة لهم للخروج و التعرف على الثقافات الأخرى و المظاهر العلمية في بلد المؤتمر .
تتشابه شروط النشر في المجلات العلمية مع القواعد و الشروط للأوراق البحثية المقدمة في المؤتمرات العلمية فكلاهما يهتمان بضرورة تقديم الأبحاث المميزة والفريدة و ذات الأبداع الفكري المجرد للباحث و يؤكدان على أهمية كتابة الورقة العلمية بطريقة أكاديمية خالية من الأخطاء العلمية واللغوية وعلى ضرورة التدقيق اللغوي و تقسيم و ترتيب الورقة البحثية ابتداءً بكتابة ملخص يقدم به شرح عام عن البحث و بعض أفكاره ثم المقدمة و التي يتطرق بها إلى المشكل التي دفعته لكتابة البحث و الأهداف التي يسعى إليها و النتائج المقترحة ثم التطرق لمضمون البحث وفيه البيانات التي جمعها و الدراسات التحليلية التي أجراها و الدلائل , و صولاً إلى تدوين النتائج التي خرج بها البحث مع ذكر المراجع التي استند إليها الباحث في بحثه و المصادر التي اقتبس منها أو استشهد بها .
بالإضافة إلى قواعد التنسيق و عدد الأوراق التي تضعها الهيئات المسؤولة بحيث لا تتجاوز عدد كلمات ملخص البحث و عدد صفحات ورقة البحث العلمي العدد الذي تصرح عنه و غالبا يكون متقارب في الوسيلتين حيث تفرض تقديم بحث لا يتجاوز عدد صفحاته 30 صفحة و بحجم صفحة الطباعة A4 و أن لا تتجاوز عدد كلمات الملخص 300 كلمة و أن تتم عملية كتابة الورقة البحثية بطريقة علمية سلمية خالية من الأخطاء اللغوية و الإملائية و الكتابة بحجم و تنسيق خط معين للعناوين الرئيسية و الفرعية و الجداول و الرسومات مع وضع هوامش مناسبة للصفحة و تضمين الخرائط و الصور بجودة عالية في داخل البحث أو في ملحق في نهاية البحث مع الإشارة إليها بشكل دقيق و متسلسل .
آلية عملية النشر
في المجلات العلمية المحكمة , تقوم المجلات العلمية بنشر البحث المقدم بشكل ورقي أو إلكتروني أو الاثنين معاً حسب نوع المجلة , بعد المراجعة و التدقيق و إجراء جميع التعديلات اللازمة و تعطي للباحث نسخة عن البحث المنشور مع رقم العدد و إصداره و تتحول ملكية البحث بعده للمجلة مع الاحتفاظ بذكر مرجعية البحث و حقوق الملكية للباحث .
أما في المؤتمرات العلمية فتنشر الأبحاث عادةً في ملحق خاص يسمى وقاع أعمال المؤتمر ويتم نشر هذا الملحق عن طريق طبعه من قبل المؤتمر أو عن طريق مؤسسات للنشر و التوزيع حيث تشترط بعض هذه المؤسسات شروط معينة لتقوم بالنشر متل أن لا يقل مستوى الأبحاث عن مستوى معين و أن يتضمن شروط خاصة بها , و قد يتعاقد المؤتمر العلمي مع مجلة علمية محكّمة لنشر الأبحاث حيث يتم تحكيم هذه الأبحاث بصورة دقيقة وحذرة و تقوم المجلة بنشر بعض الأبحاث المميزة منها ,و من هذه المجلات العلمية المهمة التي تقدم خدمة النشر للمؤتمرات نقدم:
- المجلة العربية للنشر العلمي AJSP
- المجلة الدولية لنشر الدراسات العلميةIJSSP
- مجلة الشرق الأوسط للنشر العلمي MEJSP