امتداداً للدور الهام الذي تلعبه مراكز البحث العلمي في الجامعات السعودية في تعزيز و تنشيط حركة البحث العلمي , فإنها تسعى جاهدة لإقامة الفعاليات التي تجمع العقول البشرية في مختلف الاختصاصات و الدرجات بأطيافها السعودية و العربية و حتى العالمية تحت سقف واحد ضمن المؤتمرات العلمية المقامة باسم و دعم الجامعات السعودية .
يتساءل البعض من الداخلين حديثا في مجال البحث العلمي عن أهمية عقد مثل هذه المؤتمرات العلمية , فالعديد من هؤلاء الباحثين سواء كانوا طلاب أو مفكرين أكاديميين يحتاجون لنشر إبداعاتهم و نتاجهم الفكري و التعريف بأنفسهم في الوسط العلمي , و يبحثون عن طريقة لنشرها و توثيقها و هنا يأتي دور هذه المؤتمرات العلمية التي تعتبر صلة الوصل بين الباحثين و المجتمع.
و من هنا نرى دور الجامعات السعودية في تنظيم المؤتمرات العلمية و الأهمية التي تقدمها هذه اللقاءات المنظمة باسم الجامعة في دفع عجلة التقدم و رفع مستوى المعرفة , و تهتم الجامعات السعودية بالتحضير لهذه المؤتمرات و تقدم الدعم للجهات الداعية عليه لما في ذلك من فوائد تعود على الجامعة أيضا بشكل خاص , فإقامة هذا الحدث يعني تقديم أبحاث ودراسات جديدة منشورة باسم الجامعة و هذا يعني رفع ترتيب هذه الجامعة و مكانتها الدولية و الذي يعتمد على عدد و نوعية الأبحاث المسجلة باسمها , بالإضافة إلى عمليات التبادل العلمي و دفعات الإيفاد بين الجامعات السعودية مما يحقق تنيمه العلاقات بين الطلاب السعوديين من مختلف الجامعات السعودية و التعلم و تبادل الخبرات مع الباحثين من خارج اطار الجامعة و الباحثين و الخبراء الدوليين من خارج المملكة كما في المؤتمرات الدولية القائمة تحت إشراف و بتنظيم الجامعات السعودية .
تضع الجامعات السعودية مجموعة من القواعد و الضوابط على اللجان المنظمة لمؤتمرات العلمية لتحقيق جودة المؤتمر و تلبية متطلباته , كما تضع على المتقدمين و المشاركين مجموعة من القيود سواء المتعلقة بالبحث المقدم أو آليات المشاركة و أولويات الحضور و طبيعة الأبحاث و الدرجة العلمية و المكانة الأكاديمية للمشاركين و المدعوين .
- قواعد الجامعات السعودية في تنظيم المؤتمر العلمي و إعداده
- الميزانية و الدعم المادي : تخصص الجامعات السعودية قسما من الميزانية السنوية لدعم البحث العلمي و الفعاليات و الندوات العلمية و تختلف قيمة هذا الدعم حسب طبيعة المؤتمر العلمي و نوعية الأبحاث المقدمة و عدد الحضور و أهمية موضوع المؤتمر العلمي , و ما إذا كان هذا المؤتمر بهدف تحقيق المنفعة و الخروج باكتشافات و أبحاث جديد أو وضع فرضيات و حلول لمشاكل و معوقات بشرية , أو اذا كانت لتحقيق اللقاء و العلاقات الأكاديمية و الندوات التعريفية و النقاشات و الدراسات السنوية الدورية .
- المكان : يعتبر مكان المؤتمر عامل مهم في نجاح المؤتمر و لذلك تسعى الجامعات السعودية لتأمين المكان المناسب من حيث توفير القاعات المناسبة لجو المؤتمرات و سبل الوصول والتنقل و تسهيل تحصيل التأشيرات لدخول الطلاب و الباحثين الدوليين لحضور المؤتمر , كما تسعى لتوفير أفضل السبل التكنولوجية و المعدات الملائمة للمؤتمرات الحديثة .
- الزمان : تؤكد الجامعات بشكل عام و الإدارات المسؤولة في الجامعات السعودية و مراكز البحث العلمي على أهمية اختيار الفترة المناسبة لعقد المؤتمرات العلمية بحيث لا تتعارض مع أوقات دوام الطلاب و أعضاء الهيئات التدريسية و فترة الاختبارات في الجامعة , واختيار الوقت المناسب لانعقاد هذا الحدث يعتبر عنصر رئيسي يدل على قوة الجامعات السعودية في تنظيم المؤتمرات العلمية .
- العدد : كلما زاد عدد الحضور كلما دل على أهمية المؤتمر , و تقدم الجامعات السعودية و اللجان المسؤولة عن تنظيم المؤتمرات ندوات تعريفية بأهمية حضورها , وتعرف بفوائدها على الباحث و منفعتها في حياته العملية , و عدد الحضور يتطلب توفير قاعات مناسبة و لجان فرعية منظمة و طرق تواصل بين المشاركين و المنظمين , و هذا الأمر تتميز بتنظيمه و جودته الجامعات السعودية .
- نوعية المؤتمر و ارتباطه : أحد أكثر الأسباب لفشل المؤتمرات العلمية هو الحضور العشوائي , فميزة المؤتمرات هو تأمين اللقاء و التشاور بين الأفراد من نفس الاختصاص و تبادل المعرفة , لذلك تركز الجامعات السعودية على أهمية ارتباط اختصاص المشاركين بموضوع المؤتمر العلمي المنعقد حتى يكون للحدث معنى حقيقي .
- التحكيم و النشر : على اعتبار أن أغلب المؤتمرات العلمية المنظمة في الجامعات السعودية تقوم لاعتبارات علمية و تحقيق المصداقية للأبحاث المقدمة و تأمين النشر سواءً لأغراض علمية أو لمتطلبات جامعية , لذلك وجب على إدارة الجامعات تحقيق هذه الميزات للمتقدمين للحضور , فعمدت الجامعات السعودية على تأمين أفضل وسائل التواصل و المراسلة الإلكترونية , و تجنيد الخبراء لتحكيم الأبحاث و الدراسات المرسلة و التأكد من صلاحيتها للنشر , و تقوم اللجان المكلفة من إدارة البحث العلمي على تسهيل عملية نشر هذه الدراسات في ملحقات المؤتمر و المسماة بوقائع المؤتمر العلمي , كما تقوم بعض الجامعة بتكليف مجلات علمية محكمة لتقوم بهذه المسؤولية بدلاً عنها .
- الترجمة : يعتبر عامل اللغة مهم في مثل هذه اللقاءات , لأن ميزة المؤتمر الرئيسية هي اللقاء الشخصي و التشاور و النقاش , و تسعى الجامعات لتحقيق جودة هذه الميزة من خلال تأمين كادر من المترجمين المختصين و خاصة في المؤتمرات التي يطغى عليها الطابع الدولي .
- الاستقبال الإقامة : من مسؤوليات الجامعات السعودية في تنظيم المؤتمرات هو احترام الدعوات و راحة المشاركين عن طريق تأمين الاستقبال اللائق و تسهيل الحركة و الإقامة للمشاركين , خاصة الأعضاء الدوليين .
- قواعد الأوراق البحثية المقدمة
حتى تضمن اللجان المسؤولة عن تنظيم المؤتمرات العلمية في الجامعات السعودية الخروج بنتائج فعالة من الأبحاث المقدمة ترضي الواقع السعودي فهي تضع مجموعة من القواعد التي تحقق الهدف العلمي للكلية أو الاختصاص الذي يدور الموضوع حوله وفق مجموعة من الضوابط و الأحكام :
- كتابة ملخص للبحث متضمن الأفكار الرئيسة و الأهداف التي دفعت الباحث للقيام بهذه الدراسة .
- أن يكون البحث جديد و مبتكر بعيدا عن الانتحال و الاقتباس غير المشروع .
- الكتابة بأسلوب أكاديمي و توجيه البحث إلى العينة المهتمة به .
- الكتابة وفق النماذج و القوالب التي تقترحها هيئة المؤتمر .
- توافق فكرة البحث مع موضوع المؤتمر العلمي المنعقد في الجامعة .
- المصداقية و الموضوعية .
- قواعد الحضور
تضع الهيئات المسؤولة عن تنظيم المقترحات مجموعة من الشروط التي تلزم بها باستقبال شرائح معينة كاختيار أول و تضع شروط لإمكانية التقديم , مثل أن يكون المتقدم ذو درجة علمية معينة أو صاحب منصب إداري مهم في الجامعة و عضو تدريسي فعال , كما و تؤكد على دعوة الشخصيات الاعتبارية و الأسماء القيادية في الجامعة و على الإدارة التنظيمية للمؤتمر أخذ هذه الأمور بعين الاعتبار و التقيد بها .
و فيما يتعلق بالفعاليات خلال فترة المؤتمر فإن الجامعة تشترط على المؤسسة المسؤولة عن الإعداد تنظيم النقاشات و الحوارات و ضبط الوقت لكل بحث و تنظيم النقاشات حتى لا تتحول لجدالات , إضافة إلى أهمية التركيز على الفعاليات المصاحبة للمؤتمر من الجولات التعريفية بالجامعة و آخر الوسائل المعتمدة في المخابر و طرق التدريس و صالات العرض المتميزة في الجامعات السعودية و التعريف على مدى التقدم و المستوى العلمي و الفكري في الجامعات , إضافة إلى إقامة ورش العمل و الأبحاث التشاركية و المسابقات .