اختيار موضوع للبحث العلمي من الأمور التي تشغل بال الباحثين في بداية عمليته البحثية لاختيار موضوع مميز في مجال اختصاصه و الذي يعبر عن مدى عقليته و براعته في الدراسة و استحقاقه لشهادته أو صفته كباحث ، و هذا الاختيار ينعكس في النهاية على سمعته و على جودة البحث العلمي ، لذلك تعتبر عملية الاختيار غير سهلة و تحتاج لمساحة فكرية و توافر خيارات و إمكانيات ، و في هذا المقال سنتناول موضوع للبحث العلمي و كيفية الاختيار الأمثل و الأسس المتبعة .
العديد من الأفكار التي تراود الباحث العلمي حول الاختيارات الممكنة لموضوع للبحث العلمي في مجال تخصصه مما يضعه في حيرة أمام الكم الهائل من الأفكار هذه , و يلجأ غالبا للاستعانة بخبراء و متخصصين في مجاله لاعتماد بحث معين .
فالباحث يسعى من خلال تقديم بحث لتحقيق عدد من الغايات منها غايات شخصية مرتبطة بالاسم و الشهرة أو درجات الترقية و القبول في الدراسات العليا ، منها غايات اجتماعية مثل إيجاد حل لظاهر أو مشكلة تواجه المجتمع أو دراسة تحليلية لحدث و الأسباب التي دفعت بظهوره و الحلول الممكنة , و كل هذا يتقوقع في ظل غاية المنفعة الاجتماعية ، و قد يكون السبب وراء البحث هو اكتشاف جديد أو ملاحظة إمكانية تطوير دراسة سابقة أو عدم الرضا عن عملية بحثية ما .
و كتابة بحث علمي يتطلب كون الباحث مقتنع بالمشكلة و أهمية البحث عنها و الحلول الممكنة , و أن يكون الباحث مطلع و على قدر من المعرفة , و تابع لأحد المؤسسات و المراكز العلمية أو البحثية ، ذلك لتحقيق أفضل غاية و اختيار موضوع للبحث العلمي مناسب لمستواه.
* وكتابة البحث العلمي أيا كان ليست مجرد كلمات على سطور، وإنما أفكار تحمل في مضمونها أدق التفاصيل و للخروج بدراسة جيدة و تحقيق جودة البحث يجب اتباع عدد من الخطوات و المعروفة بخطوات البحث العلمي و من أبرزها :
- اختيار موضوع للبحث العلمي : أهم أمر بالنسبة للباحث هو تحديد موضوع للبحث العلمي الذي يريد السرد حوله و بسط الملاحظات و الفرضيات و تقديم الحلول ، و هذا يرتب على الباحث تحديد الاختصاص بحيث يناسب مجال الباحث نفسه ، المعرفة المسبقة بالمشكلة أو الموضوع و مجالها ، كذلك التحديد الدقيق للمجال و الفرع .
- اختيار عنوان مناسب : بعد اختيار موضوع أو مواضيع للبحث العلمي يقوم الباحث بتحديد عنوان مناسب للدراسة ذات دلالات واضحة مختصرة ، ويعتبر العنوان هو مفتاح أهمية البحث و المسبب لجذبه للدخول إلى عمق البحث و الالتزام بشروط كتابة العنوان شيء هام في الاختيار الصحيح من السهولة في الحفظ و ملائمته للموضوع و الابتعاد عن التعقيد و الكلمات الدعائية .
* يتبع اختيار موضوع للبحث العلمي لعدد من العوامل أو الأسباب و من أهمها :
- شخصية الباحث : السبب الأول في أهمية الاختيار، فالباحث يختص في مجال يراه مناسب له و متوافق مع شخصيته و ميوله و بالتالي الدافع هو المسبب في الاختيار و الذي ينعكس في النهاية على الفائدة الاجتماعية .
- فترة البحث : يلتزم الباحث بالبحث في فترة تحددها الجمعيات و المراكز العلمية و الجامعات مثل نهاية السنة أو فترة فصلية ، لذا فأهمية موضوع للبحث قد تكون مرتبط بهذه الفترة و بالتغيرات التي تحدث فيها , ومدة الدراسة يجب أن تتوافق مع المتغيرات و الأهمية و الأعمال البحثية و مدتها .
- المصادر و المراجع : هي الطريق الذي يسلكه الباحث خاصة في بداية دراسته ، و العامود الذي يرتكز عليه في الحصول على المعلومات و الفرضيات على قدر تغيرها و تعددها ، و يمكن أن تكون هذه المصادر أجنبية يتم ترجمتها أو من أبحاث متوافرة و على أساسها و أساس سهولة الوصول إليها يتم اختيار موضوع البحث .
- أثر الدراسة : و هي مدى سهولة الدراسات و أثرها على اختيار و تحديد أهمية موضوع للبحث ، و المخاطر التي تؤثر بها على البحث و اختياره ، فالبحث يجب أن يكون ذو فائدة على الإنسان و المجتمع .
- التكاليف و الميزانية : من الأمور ذات الثقل بالنسبة للباحثين و العوامل المؤثرة في تحديد إمكانيات و أهميات موضوع للبحث ، فالأبحاث التطبيقية ذات تكاليف باهظة و تحتاج دعم مادي للباحث ، أما الأبحاث النظرية مناسبة تعتبر حتى للمبتدئين .
- هدف الدراسة : الهدف هو الأساس الذي يدفع الباحث لتحديد المشكلة و مدى الأثر الاجتماعي و هدف الباحث من الدراسة و الحلول المأمولة .
- أخلاق الباحث و القانون : أهمية موضوع للبحث تكمن في مدى توافقه مع القوانين و الأخلاق الاجتماعية و التشريعات الدينية و العادات الموروثة .
- المرونة و الحداثة : التطرق إلى المشاكل القديمة ضروري و لكن الأهم هو التركيز على القضايا الحديثة .
* و أيضا من الخطوات المتبعة في كتابة البحث العلمي
- المقدمة : و هي الفقرة التعريفية بالموضوع و الأسباب التي دعت الباحث للدراسة حوله و التنبؤ بالنتائج ,
و على الباحث كتابتها بطريقة إبداعية تجذب القارئ و تحفزه على الاستمرار في الاختيار .
- مشكلة الدراسة : أهمية موضوع للبحث بالمشكلة التي يدور حولها و التي تدفع المهتمين بهذه القضية لمتابعة الدراسة ، و هذه المشكلة يجب أن تكون مدروسة بعناية و ضمن حدود المنطق ، وأن تكون قابلة للحل .
- الأهداف : هي ما يسعى الباحث للوصول إليه من خلال الدراسة و هذه الأهداف يجب أن تكون قابلة للدراسة و التحليل و التطبيق , و على الباحث تحديدها بشكل واضح و الأدوات التي ينوي اتباعها لتحقيقها .
- الخطة المتبعة : و هي مجموعة الإجراءات التي يخطط الباحث لاتباعها في بحثه وفق تسلسل و آلية معينة للوصول إلى الهدف الموعود , و عند اختيار موضوع للبحث العلمي يختار الباحث الخطة التي تناسبه .
- منهجية البحث : كل بحث يجب أن يقوم على منهجية ليتوافق مع شروط البحث العلمي و هذه المنهجيات لها دور في الملاحظة و التحليل وصولا للنتيجة و التجارب ومن هذه المنهجيات ، المنهج التحليلي و الاستقرائي و الاستنباطي و غيرها العديد .
- النتائج و الاستنتاجات : و هي ما يهدف الباحث له من بداية دراسته ، لإيجاده و تفسير ما يسعى القارئ و المهتم بالدراسة لمعرفته منذ البداية , و هذه النتائج يجب أن تكون واضحة و دقيقة و موثقة فقد يتم اعتمادها في عمليات بحثية لاحقة .
نتمنى أن نكون قد وفقنا في تقديم هذا المقال عن موضوع للبحث العلمية و التعريف بأهم النقاط الواجب توافرها لاختياره.