المنهج الوصفي أبرز مناهج البحث العلمي و الأهم دون منازع و يعتبره البعض من المهتمين في المجالات البحثية و العلوم و خاصة العلوم المتعلقة بالمجتمع و الإنسان سيد المناهج على الرغم من اعتقادات البعض الآخر من المهتمين بالعلوم التجريبية و التطبيقية بكونه دون فائدة في أصول البحث , و ذلك بسبب عدم دقة النتائج التي يساعد في الحصول عليها أو عدم اعتماده على دراسة تجريبية ملموسة في الأبحاث العلمية التطبيقية .
و المنهج الوصفي متعمد كل الاعتماد على العقلية البشرية و السلوكيات و الاتجاهات الفكرية و التي تظهر و تتكون بشكل فطري ، فهو منهج كيفي معتمد على وصف الدراسات لذلك نراه في العلوم الطبيعية و الاجتماعية بشكل عام و التي تعتمد على تحديد الظاهرة و تحليل كافة جوانبها و المؤثرات المحيطة بها , و وضع الأسباب التي أدت لظهورها و استغلالها في الوصول إلى النتيجة التي تعتبر حل للمشكلة أو الظاهرة .
و نظرا لأهمية هذا المنهج الوصفي قامت العديد من الدراسات عليه والتي وضحته و عرفته بعدة طرق و حددت أسلوبه و الطرق المتبعة فيه و من هذه التعاريف أنه الوصف العلمي للظواهر و المشكلات و تفسير أسباب حدوثها وصولا لنتائج للمعضلات و حلول لها و براهين .
و قال آخرون في المنهج الوصفي هو منهج الكم و الكيف و هما الأساس في دراسة الظواهر و التي على أساس يتم تحديد التساؤلات و تحليلها و تفسيرها لتحصيل النتائج اعتمادا عليها .
من جهة ثانية اعتبره بعض الباحثين و المهتمين في مجال الدراسات و العلوم البحثية أنه أسلوب الوصف الدقيق للمشكلة و الاعتماد على هذا الوصف في تحصيل المعلومة و الوصول إلى النتيجة، و مختصون آخرون في مجال الدراسات و المناهج البحثية اعتبروه منهج مكتسب معتمد على المعرفة بأصل الظاهرة و تعدد مرات حدوثه و تحليله بناء على هذه المعرفة لبلوغ النتائج المرضية .
يعتبر المنهج الوصفي من المناهج القديمة و الذي اتبعها الباحثون في وصف الشعوب و المجتمعات على اختلافها و العادات و المعتقدات الدينية و التقاليد الاجتماعية , و حتى اليوم في الأبحاث الحديثة في العديد من مجالات العلوم و الذي اعتبر أساس لها سواء كان وجوده بشكل منفرد أو مشترك مع مناهج أخرى , و ذلك إيماناً من الباحثين بالحاجة لوصف المجتمع و المتغيرات المستمرة و إيجاد الحلول لها .
* الأهمية و الفوائد
- في الأبحاث الاجتماعية يعتبر المنهج الوصفي أساسي و مناسب كونه يتعامل مع بيئة أو مجتمع الباحث أو اعتمادا على أحد الظواهر أو المشاكل المترافقة معه .
- يعتمد على الوصف بالطريقة الكيفية و الكمية على حد سواء ، وذلك من خلال وصف المشكلة و تحديد السلوكيات المحيطة و تحديد بعض الأبعاد و النتائج المتعلقة بها .
- يعتبر المنهج الوصفي منهج واقعي معتمد على ظواهر واضحة و تتم دراستها بشكل موضوعي و دقيق غير معقد أو خفي أو بعيد عن ذهن القارئ و المهتم بالمشكلة .
- المنهج الوصفي متداخل مع بعض المناهج البحثية مثل المنهج المقارن , و الذي يقوم على المقارنة بين بعض النقاط في ظاهرتين تم وصفهما بشكل دقيق أو مقارنة ظاهرة في مجتمعين أو زمنين ..
- يقدم المشكلة بطريقة واضحة و مفصلة مع شرح المفردات الجديدة و تحديد الجوانب الإيجابية و السلبية لكل منها.
- المنهج الوصفي قد يكون صورة الحدث أو المشكلة التي يعمل الباحث على حلها و بالتالي دراسة تاريخية و تنبؤات مستقبلية .
* آلية المنهج الوصفي
بعد أن يعتمد الباحث كتابة بحثه وفق الاختصاص و الحاجة يتعين عليه اتباع منهجية بحثية محدد و منهج بحث ، ففي البداية يختار مشكلة البحث ثم يضع عنوان مناسب لها و مقدمة تعريفية بالأهداف و الغايات ، و على أساس موضوع البحث يتم الحكم على نوع المنهج أو المناهج البحثية المستخدمة في الدراسة ، فإذا كانت المشكلة اجتماعية أو إنسانية فالمنهج الوصفي هنا هو سيد الموقف و الطريق الأفضل لسلوكه للوصول إلى نتاج جيدة .
- أولاً فرضية البحث و هي مثل مقدمة تعريفية بالمشكلة و الأهداف التي يأمل الباحث بتحقيقها و التي تعتبر حلول أو نتائج مرجوة .
- ثانياً اختيار عينة الدراسة أو بيئة الدراسة :
- و هي تحديد الوسط الذي سيقوم بدراسته أو المجموعة التي يبني عليها بحثه سواء كانت أفراد أو مجموعات أسرية أو قوميات ، و دراسة أثر الظاهرة عليهم و تقييم نتائج دراستها و تحليلها و من ثم تعميمها على المجتمع ككل من خلال هذه العينة العشوائية .
- ثالثاً أدوات الدراسة
و هذه الأدوات معروفة و لها نتائج مرضية في هذه الخطوة ، مثل أن يقوم الباحث باستبيان أو إجراء حوارات و دراسة تاريخية للمنطقة أو مقابلة و هي تعتمد على نوع الدراسة و العينة المدروسة ، و من ثم يقوم الباحث بتنظيم الجداول الخاص بهذه الدراسات لتحديد و ملاحظة المتغيرات لتحليلها باستخدام أساليب التحليل الإحصائي و البرمجيات الفعالة المعروفة في هذا المجال ، و سنذكر لاحقا بتفصل أكثر هذه الأدوات .
- رابعاً النتائج
و في هذه المرحلة يتم تجميع كافة المعلومات التي توصل إليها الباحث من التحليل و الملاحظة و كافة ما سبق من مراحل و سرد النتائج على أساسها ، ومن ثم تدوين هذه النتائج و أثر تطبيقها على عينة الدراسة و ضرورة تعميمها و نشرها .
* أدوات المنهج الوصفي
- الاستبيان : أشهر أدوات المنهج الوصفي و الأكثر استخداما سواء بالطرق التقليدية عبر زيارة مراكز تجمع أو مدارس أو دعوة لفعالية اجتماعية ، أو عن طريق الوسائل التكنولوجية الحديثة و التي سهلت على الباحث الجهد و قللت التكاليف ، مثل إجراء استبيان رأي أو استطلاع عبر أحد وسائل التواصل الاجتماعي و تطبيقات الحاسب و الهواتف الذكية الأخرى ، وهذا الاستبيان قد يكون محدد عبر الإجابة بالموافقة أو عدم الرضا أو قد يكون استطلاع رأي و انتظار الإجابة و التعبير بكل حرية .
- الملاحظة : يعتمدها الكثير من خلال المراقبة للظاهرة و ردود أفعال المجتمع تجاهها و وصف البيئة ، وهي تحتاج للخبرة و قوة الملاحظة .
- المقابلة المباشرة : وتعتبر احد عناصر الاستبيان مع اختلاف في تحديد عينة بذاتها دون غيرها و إجراء نقاشات موسعة و تدوين المعلومات المتلقات و الاستفادة من التصريحات و التفسيرات و التعرف على المقترحات .
يعتبر المنهج الوصفي غير معتمد بالنسبة لبعض العلوم و خاصة التطبيقية مثلما ذكرنا لعدم إمكانية التحديد الدقيق لبعض الظواهر و عدم القدرة على لتفسيرها بشكل جوهري ، و قد يتقصد الباحث تقديم نتيجة لصالح مجتمعه بعيدة عن الحقيقة و يتعمد عدم تفسير هذه النتيجة ، و هذه الأمور تعتبر من سيئات المنهج الوصفي في البحث العلمي .
نتمنى أن نكون قد وفقنا في كتابة هذا المقال عن أهم مناهج البحث العلمي و هو المنهج الوصفي و التعريف بميزاته و أدواته .