الملخص هو الورقة البحثية التي يشهر بها الباحث نتائجه العلمي مصحوباً بأهم النقاط و المحاور التي تطرق لها خلال عملية الدراسة .
وتعد عملية كتابة الملخص لمؤتمر علمي مفرق طرق بين نجاح الباحث في علاء اسمه عن طريق إيصال فكرة البحث بشكل مرن ومشوق تجذب الحضور و تحقق التطلعات من المشاركة في المؤتمر, وبين فشله في ذلك وما يعود عليه من انتقادات بسبب سوء فهم أهمية موضوع البحث من قبل المحكّمين والمشاركين.
بعد اطّلاع الباحث على المعلومات الرئيسية و متطلبات التقديم للمؤتمر و ملائمته لموضوع البحث ينتقل إلى المرحلة الثانية وهي كتابة الملخص , و هو طرح فكرة البحث و ما تضمنه من مشكلة الدراسة و الفرضيات وصولاً لعرض النتائج بشكل نظري مختصر و مفيد ضمن معايير الكتابة في عرف المؤتمرات .
فما هي الأركان و الركائز التي يستند عليها كتابة الملخص للمؤتمر العلمي وما هي معايير كتابة الملخص :
* ركائز كتابة الملخص
يختلف الوضع بعض الشيء في المؤتمرات عن الوسائل الأخرى التي يتم فيها نشر الأبحاث مثل المجلات العلمية أو الأطروحات والكتب , حيث البحث فيها يجب أن يكون مدون سابقاً مع ذكر أصغر التفاصيل و منسق حسب نوع و متطلبات الناشر , أما في المؤتمرات العلمية فعلى الرغم من تفضيل أن يكون البحث كامل و مفصل إلا انه يكفي أحياناً كتابة الركائز في ملخص المؤتمر ليتم استخلاص ملخص يقدم للمؤتمر لمناقشة أسسه , وهي :
- المقدمة : يقدم الباحث شرح مختصر حول فكرة البحث العلمي العامة موضحاً المشاكل التي يدور حولها والأساليب التي اتبعها في الدراسة والحلول المتوقعة .
- الهدف : عرض أهمية البحث و الأهداف التي يسعى الباحث لتحقيقها من خلال دراسته ويقدم ذلك بشكل مختصر و موجه .
- الأساليب والآليات : وفيها يبين الباحث الآليات التي اعتمد عليها في تجميع البيانات والمتغيرات الخاصة ببحثه و النتائج التي حصل عليها وتأثيرها على عملية البحث .
- النتائج : تعريف و توضيح النتائج التي توصل إلهيا الباحث من دراسته و الدور الفعال الذي تحققه .
- الخاتمة : يذكر فيها الباحث تأثير الدراسة التي قدمها في خدمة المجتمع العلمي و تطلعاته المستقبلية , بالإضافة لتقديم عدد من التوصيات .
- المصطلحات : يقدم الباحث شرح للمصطلحات التي ربما تكون غير مفهومة للبعض, ليتمكن الأخرين من فهمها وتتبع البحث معه.
* المعايير العشر لكتابة ملخص البحث في المؤتمرات العلمية
- ضرورة توافر علاقة بين اختصاص وموضوع البحث الأساسية وبين عنوان المؤتمر العلمي المقام .
- أهمية تحقيق الأهداف المرجوة من الملخص في إيصال فكرة ونتائج البحث المقدّم .
- أخلاقية الباحث في ذكر المشاركين و الداعمين في الدراسة و توضيح خلفيتهم العلمية وعدم إشراك أسماء لشخصيات لم تقدم شيء في البحث .
- أن يكون البحث المقدم مبتكر وجديد وحصري والابتعاد عن السرقة والاقتباس غير المشروع .
- تنظيم و تنسيق أركان البحث و الاهتمام بسلامة اللغة والتدقيق اللغوي .
- توافق البحث العلمي المقدم مع تغيرات الفترة المعاصرة للمؤتمر .
- الموضوعية والمصداقية في الأبحاث المقدمة في المؤتمر .
- اعتماد الباحث العلمي على العمليات الإحصائية في بحثه وضرورة تدوين ما يعود عليه من نتائج في ملخص المؤتمر.
- تحديد الفئة التي يرغب الباحث بتوجيه الدراسة إليها , والأثر الذي تتركه هذه الدراسة على المجتمع العلمي في مجال التخصص.
- توضيح مقدار الفائدة التي خرج بها الباحث من بحثه العلمي .
قدمنا في السطور السابقة معلومات عن أسس كتابة الملخص و معايير التقييم الخاصة به , ولكن وجب علينا عرض بعض السلبيات العلمية التي تقع في المؤتمرات لتجنبها و إيجاد الحلول المناسبة خصوصاً إذا كنت من المشاركين الجدد في المؤتمرات , فمع كثرة المؤتمرات حول العالم وبالرغم من الحاجة الملحة طبعاً لوجودها و أهميتها والإيجابيات الكثيرة لها , ظهرت عدد من السلبيات التي وجب ذكرها ومنها :
- تعدد محاور المؤتمر
فالمعروف هو تخصص المؤتمر بموضوع معين للخروج بنتائج مفيدة في مجال التخصص وتقديم نقاشات بالمواضيع المطروحة , لذلك يجب على المنظمين للمؤتمر أخذ هذه النقطة بعين الاعتبار والتركيز على موضوع محدد بعينه .
- ضعف الإعداد للبحوث
حيث توافق بعض لجان المؤتمر على مشاركة أبحاث ضعيفة أو معدومة الفائدة بهدف زيادة عدد المشاركين في المؤتمر وهذا عذر أقبح من ذنب , فالمؤتمر هو للحفاظ على التطور المستمر للعلم و الحفاظ على جودته لا لحصد أسماء و أبحاث لا قيمة لها ولتجنب هذه السيئة يفضل إلغاء المؤتمر أو الاقتصار على عدد محدود من الأبحاث ذات الفائدة .
- ضيق الوقت
ضيق الوقت يفرض على الباحثين تقديم أبحاثهم بسرعة واختصار شديد خلال مدة قصيرة غير كافية لتقيم ما جاءوا لأجله وعدم إعطاء وقت كافي للنقاشات والحوارات التي تعد ثمرة المؤتمر العلمي و ما ينتج عنها من تطوير للأبحاث المقدمة , لذلك يجب على المنظمين دائماً الاهتمام بتوسيع وقت المؤتمر ليحقق ما قام لأجله .
- عدم تعلق البحث بالمؤتمر
في حال غياب لجنة التحكيم و الفحص أو إهمالهم لمسؤولياتهم في فحص اختصاص البحث و توافقه مع المؤتمر قد تظهر حالات غريبة من مشاركة أبحاث لا تناسب عنوان المؤتمر ولا الاختصاصات المتضمنة .
- المجاملات العلمية
لا يمكن إنكار الدور السلبي للمجاملة أو وجود المعارف بين المشاركين في تدمير المجتمع العلمي و هبوط مستوى النتائج المتوقعة من المؤتمر , وهذا يمكن رؤيته في المؤتمرات المنعقدة والتي تضم باحثين وعلماء مشهورين .
- البحوث المسروقة
يلجأ بعض عديمي الأخلاق لتقديم أبحاث مسروقة و ادعاء صفة دارستها , وقد يتم اكتشاف هذه الأبحاث المسروقة من قبل لجان التحكيم المخصصة مبكراً واستبعادها من المؤتمر , وبعض الباحثين ينجون من الكشف نتيجة إهمال أو عدم كفء اللجنة , أو يقمون بتعديل البحث بما يتناسب مع عنوان المؤتمر, لذلك توجب الاهتمام بدراسة الأبحاث المقدمة والاقتصار على الأبحاث الأصيلة ذات النفع.
- عدم التقيد بالأسلوب
قد ينسى الباحث نفسه انه في مؤتمر و ينطلق لخطاب الحضور بعيدا عن الأسلوب المنهجي المتبع عادة في تقديم البحث , لذلك يجب من المسؤول عن المؤتمر تنبيه الباحث .
- التوصيات المنسية
التوصيات هي ثمرة الأبحاث التي يخرج بها المؤتمر , و نقول عن مؤتمر أنه ناجح إذا طبقت نتائج الدراسات على الواقع , ولكن هذا قلما يحدث بسبب قلة تواجد من يرعى هذه الأبحاث , لذلك تقع مسؤولية المؤتمر على العمل بعده لتأمين دعم لتنفذ هذه الأبحاث .
بالإضافة لغيرها من السلبيات المتعلقة بالتنظيم مثل عدم تهيئة مقر المؤتمر بشكل جيد و مكان المؤتمر الغيرمناسب للبعض و الرعاية السيئة في المؤتمرات بالإضافة إلى الإدارة الغير ناجحة و ضعف العرض وغيرها ...