على المهتمين في مجال البحث و النشر العلمي التعرف على مناهج البحث العلمي و أنواعها و استخدامات كل منها حسب موضوع الدراسة و الحاجة لعمليات البحث و سلوكيات الباحث ، فمناهج البحث العلمي هي الطرق و الخطوات المتسلسلة التي يسلكها الباحث في عمليته البحثية بحيث يتم البحث بشكل منظم و منطقي و دقيق و على ضوئها يتم اختيار الطرق التحليلية و دراسة البيانات و تحديد الفرضيات و نوع الدراسة التي يرتكز عليها لتحقيق نتائج واضحة و موثوقة من الدراسة.
مثلما هو معروف فإن كتابة البحث العلمي تقوم وفقا لعدة خطوات أو اعتمادا على سلسلة عمليات و هي :
- اختيار موضوع الدراسة : و الذي يعد الأساس في أي عملية بحثية و يعود لاختصاص الباحث و شخصيته و حاجته للدراسة و الأهمية التي دفعته للقيام بها و مدى أهميتها على المجتمع .
- تحديد أهداف الدراسة : و تحديد النتائج المتوقع الحصول عليها أو الحلول المتنبئ بتحقيقها و أهمية هذه النتائج.
- تحديد مشكلة الدراسة : و دراسة بياناتها و تحليلها و مدى تأثر المجتمع بها و الأسباب التي دفعت الباحث لدراستها و إجراء بحث سريع حولها و طرح الأسئلة و الاستفسارات .
- المراجع و الاستشهاد : البحث عن مراجع و دراسات سابقة قريبة من موضوع الدراسة و الاستناد بها كمرحلة أو أساس لانطلاق الباحث بدراسته ، هذه المراجع يجب أن تكون موثقة و منشورة في جهات ذات مصداقية للاستناد إليها و الاعتراف بها.
- أدوات البحث : يوجد العديد من الأدوات و الطرق التي يمكن للباحث اتباعها خلال فترة الدراسة ، وكل طريقة تعتمد على نوع البحث و المشكلة، مثل الطرق الإحصائية و التحليلية و غيرها .
- توثيق النتائج و وضع التوصيات : يجب تحديد النتائج التي تتوصل إليها الدراسة بدقة و الحلول التي حققتها و وضع التوصيات الخاصة بموضوع الدراسة .
* أنواع مناهج البحث العلمي
يوجد عدة أنواع من المناهج البحثية المتبعة في عمليات البحث من أهمها المنهج الوصفي و المنهج التجريبي و المنهج التاريخي و كل منها يتبع لاتجاه محدد من اتجاهات و مجالات الدراسة ، كذلك كل منهج من مناهج البحث العلمي ينقسم إلى أفرع أخرى ، فمثلا الوصفي يتفرع إلى دراسة الحالة و المسح الاجتماعي و لكل منها طرقها و خواصها ، وفي السطور القادمة سنتناول بعض أنواع مناهج البحث العلمي بشكل أكثر تفصيلا و من أهمها :
- المنهج الوصفي : المنهج الأهم أو الأول من حيث الأهمية بين مناهج البحث العلمي و من القليل وجود أبحاث غير مرتكزة عليه و خاصة في ظل تداخله مع مناهج بحث أخرى ، و في بعض الأحيان نرى أن الباحثين يعتمدوه في أبحاثهم كلكل ، و من عنوانه يمكن شرح معناه فهو وصف الشيء سواء مشكلة أو حدث أو ظاهرة ، فهو يقدم صورة توضيحية و تمثيلية عن الحدث و التي على أساسها يحدد الأسباب و المؤثرات و التداعيات البحثية و الأهمية الاجتماعية ، و على الرغم من تسميته بالوصفي إلا أنه أحيانا يكون ذات بعد عميق في الدراسة ، وكما ذكرنا سابقا فإن هذا المنهج يتفرع إلى المسح اجتماعية و التي تتناول دراسة الخصائص الديمغرافية من عمر و جنس و العمل و الدراسة و الحالة الاجتماعية و غيرها ، وكذلك دراسة المتغيرات و العادات الاجتماعية و الهوايات والسلوكيات للأفراد بين الجماعة , و دراسة حالة و التي تعود لأصل المشكلة و السبب و ردود الأفعال و الانعكاسات من ميزات و سلبيات.
* و من أهمية المنهج الوصفي أنه :
- ذات دراسة ميدانية أي تتعلق مثلا بمكان معين في بيئة معينة ، و من خلال هذه الحالة الميدانية يقوم الباحث بتحديد و تقييم الوضع الحالي .
- أكثر مناهج البحث استخداما سواء بشكل متخصص أو تداخلي .
- يتناول دراسة قائمة على أساس معطيات و دلالات الوقت الحاضر و يضع التنبؤات لها في المستقبل .
* ثانياً المنهج التحليلي :
أيضا يعتبر من أهم و أكثر مناهج البحث العلمي استخداما , و أسلوبه التحليل للمشاكل و الظواهر و بياناتها لتحقيق أفضل نتائج ممكنة ، ويعتمد على مجموعة من الأساليب التي تقوم بشكل متسلسل بدء بالتجزيء وصولا للنتائج التجريبية و هذه العمليات يمكن تلخصيها بالتالي :
- التفسير : هي الأساس أو حجر الارتكاز الذي تقوم عليه العملية البحثية ، عن طريق تجزئة و تقسيم المشكلة إلى وحدات أساسية و شرح الموضوع أو الظاهرة و وصف المشكلة و مناقشتها من حيث المسببات و السلبيات و الإيجابيات و وضع مقارنات مماثلة .
- النقد : هي المرحلة الثانية في سلسلة المنهج و من خلالها يتم شرح وجهات النظر و الأهميات وفق عدة معايير و أساسيات اعتبرها الباحث و تلخيص الدراسة وفقا لتاريخيها و أثرها الاجتماعي و مدى مواكبتها و توضيح سلبياتها و قابلية التعديل.
- التركيب : و هي المرحلة الثالثة و الأخيرة و فيها يقوم الباحث بتلخيص الدراسة و النتائج التي توصل إليها ، و يقر بالبراهين التي وضعها على اعتبار الدراسة و التي يمكن اعتمادها مستقبلا ، وهذه النتائج يجب أن تتمثل بالدقة و الوضوح و قابلية التنفيذ .
ثالثاً المنهج الاستقرائي وهو منهج مهم من مناهج البحث العلمي المتداولة و القائم على صناعة النظريات اعتمادا على دراسة و قراءة المشكلة ، فهو مرتكز على توسيع المعرفة بالشيء و فحص المعلومة و المشكلة بشكل عام و وضع الملاحظات و تحليلها و قياسها وصولا لنتائج حقيقية مؤثرة .
* و تأتي أهميته بين مناهج البحث العلمي كونه :
- قادر على التعريف بالظاهرة و تفاصيلها و الوصول إلى دلالات حقيقة .
- قدرتها على الوصول للظاهرة الرئيسية بكل دقة و وضوح .
- كما أنه فرصة للتعرف على المجالات الأخرى البعيدة عن اختصاص الباحث .
* ويتم اتباع عمليات هذا المنهج وفق ثلاث خطوات وهي :
- الملاحظة : من خلال دراسة المشكلة و ملاحظة أبعادها و قايسها و تحديد الميزات و العيوب، لهذه الملاحظة أثر على الاكتشاف .
- الفرضيات : مركز المنهج الاستقرائي، حيث يعتمد الباحث من خلالها على تحديد فرضيات حول الدراسة و الأسباب التي أدت لحدوثها و تأثيرات النتائج المترتبة على تطبيقها .
- التجربة : من خلالها يتم تطبيق النتائج التي توصل إليها الباحث والتي قرر اعتمادها .
- المنهج التجريبي : و يعتبر منهج منطقي بحت معتمد على دراسات تؤدي للوصول إلى نتائج رقمية محددة ، و كون النتائج قائمة على دراسات دقيقة فهو منهج علمي غير قابل للنقد أو الشك بنتائجه.
* رابعاً المنهج المقارن
هو منهج اجتماعي موضوعي يهدف إلى دراسة أكثر من ظاهرة في نفس المجال و إجراء مقارنات بينهما ، أو مقارنات نتائج مع نتائج دراسات أخرى .
* خامساً المنهج التاريخي
وهو منهج معتمد على معلومات من دراسات و أبحاث سابقة و يعتبر من مناهج البحث العلمي الأصيلة، فهو معتمد على أبحاث مميزة و موثوقة للوصول إلى حل لدراسة واقعية جديدة، وهو منهج قائم على النقد بعض الشي لدراسات و حلول خاطئة .