المنهج هو الطريقة و الأسلوب الذي يتبعه الكاتب سواء كان مؤلف أو باحث في أي مجال للحصول على حل نتائج و حلول للقضايا و الظواهر التي تعترضه , لذا على المهتم بالدراسات و الأبحاث العلمية اتباع أحد مناهج البحث العلمي لتحقيق نتائج مميزة , فهذه المناهج تعد بالخروج بدراسة علمية مبدعة في حال تم اتباع خطواتها و مراحلها بطريقة علمية.
وعلى الباحثين و المهتمين بالنشر العلمي معرفة مناهج البحث العلمي و استخداماتها و النوع المناسب لهم , فكما هو معروف كل بحث يحتاج لنهج علمي منفصل و مختص به ,و من الغلط القول إن مناهج البحث العلمي واحدة أو يمكن اعتماد أي منها في شتى أنواع العلوم , فهي الوسائل و الخطوات المتسلسلة التي يتبعها الباحث في عمليته البحثية بشكل منتظم و و دقيق و على ضوئها يتم اختيار الطرق التحليلية و جمع و دراسة البيانات و تحديدالفرضيات و تفسيرها و نقدها و التأكد من صحتا لتحقيق نتائج علمية دقيقة و موثوقة.
و يجب التفريق بين مناهج البحث العلمي و منهجية البحث العلمي , فالمنهجية هي مجموعة الخطوات الثابتة التي يتبعها الباحث في كتابة الأوراق البحث بدء بتحديد عنوان مناسب للبحث و الالتزام بخصائص هذا العنوان من حيث الطول و مضمون الكلمات و كيفية انتقاءها , و بعده كتابة مقدمة الدراسة التي تشرح بعض النقاط حول الدراسة و تصف المجتمع التي حدثت فيه المشكلة أو الظاهرة وبياناته و العينات التي ستقوم الدراسة عليها , وكذلك يجب الالتزام بعدد كلمات المقدمة و مضمونها و عدم الخروج عن معنى المشكلة , و بعد المقدمة تأتي أهداف الدراسة التي يضعها الباحث كمشعل انطلاق للبحث , و تتميز هذه الأهداف بكونها تحقق التوصيات المبدئية التي سيضعها الباحث في نهاية بحثه , و يتم فيها ذكر الأهداف التي يسعى إليها و المعوقات التي ينوي تخطيها من خلال هذه الدراسة .
و يضع الباحث في منهجية البحث العلمي الفرضيات التي تعتبر حلول أولية للدراسة و التي سيبني عليها حلوله و نتائجه النهائية , و هذه الفرضيات قد تكون نابعة من خبرة الباحث و خلفيته الثقافية لموضوع الدراسة و المعرفة بالدراسات و الأبحاث التي قامت في مثل هذا الصدد , و بعد الفرضيات يأتي دور تدوين النتائج و التي هي خلاصة تعب و مجهود الباحث و الحول التي توصل إليها , و من ثنم وضع التوصيات و المقترحات و كتابة خاتمة مناسبة للبحث .
* أنواع مناهج البحث العلمي
كما ذكرنا فإن الدراسات العلمية تبنى على مناهج البحث العلمي بشكل منفرد منهج لكل دراسة أو قد تشترك بعض الدراسات في بعض التخصصات بأكثر من منهج , مثل أن نقول أن هذه الدراسة قائمة على المنهج التاريخي و المنهج المقارن في نفس الوقت , و تقسم أنواع مناهج البحث حسب اتفاق أغلب المختصين في الأبحاث و الدراسات العلمية إلى ست أو سبع مناهج و من أهمها :
- المنهج الوصفي
الأول من حيث الأهمية بين مناهج البحث العلمي و هو منهج معتمد من قبل العديد من الباحثين في مختلف أنواع العلوم و الدراسات ، وهو منهج قائم على وصف الشيء سواء مشكلة أو حدث أو ظاهرة ، فهو يقدم صورة توضيحية و تمثيلية عن الحدث و التي على أساسها يحدد الأسباب و المؤثرات و التداعيات البحثية و الأهمية الاجتماعية ، و المنهج الوصفي يتفرع إلى عدد من الفروع و التي تعتبر مناهج فرعية أو طرق جمع بيانات و فرضيات , و من أهمها المسح الاجتماعي و التي تتناول وصف و معرفة الخصائص الديمغرافية من عمر و جنس و العمل و الدراسة و الحالة الاجتماعية و غيرها , و يهتم المنهج الوصفي بدراسة شكل الظاهرة و ميزاتها من سلبيات و إيجابيات , و يتمتع بعدد من الأهميات و في مقدمتها :
- من أهم مناهج البحث العلمي و الأكثر استخداما بشكل متخصص أو تداخلي .
- يهتم بوصف الظاهرة من كافة جوانبها و بالتالي تقديم معلومات و بيانات موثوقة و دقيقة دون اتاحة الفرصة للتشكيك بها .
- يتناول دراسة قائمة على أساس معطيات و دلالات الوقت الحاضر و يضع التنبؤات لها في المستقبل .
- المنهج التحليلي
من أهم و أكثر مناهج البحث العلمي استخداما في العلوم التي تحتاج تفسير و نتائج دقيقة , و طريقته هي التحليل للمشاكل و الظواهر التي تقوم عليها الدراسة و بياناتها للوصول إلى أفضل النتائج ، و من أهم تخصصاته و جزئياته و العمليات التي يقوم عليها :
- التفسير : من خلال دراسات البيانات التي جمعها الباحث و تحليلها و تفسير نقاط الغموض فيها و المعوقات التي تواجهها عن طريق تجزئة و شرح الموضوع أو الظاهرة و التي تقود إلى وصف دقيق للمشكلة و مناقشتها من حيث الأسباب و الميزات من السلبيات و الإيجابيات .
- النقد : و فيها يتم إثبات صحة بعض المعلومات أو نفيها , و هذه المعلومات قد يكون الباحث اقتبسها من دراسة أخرى أو افترضها من باب الشكوك بتعلقها بالدراسة للتأكد من صحتها و اعتمادها بشكل مبدئي في حال كانت حقيقية و موضعية .
- التركيب : و فيها يقوم الباحث بتلخيص الدراسة و النتائج التي توصل إليها من خلال تركيب المعلومات التي جمعها و نتائج الفرضيات التي توصل إليها ، و يقر بالبراهين على اعتبار الدراسة و التي يمكن اعتمادها كمبرهنات مثبتة مستقبلاً في الدراسات المتعلقة بها ، وهذه النتائج يجب أن تتمثل بالدقة و الوضوح و قابلية التنفيذ .
- المنهج الاستقرائي
هو كما معروف تصور و قراءة للوقائع و الحقائق الموجودة في حياتنا اليومية أو أحد جوانب المجتمع للتعبير عن ظاهرة أو حدث أو حتى التعريف بثقافة و حضارة ، وهو التفكير المنطقي القائم على التجربة و اليقين بها ، أي الإدراك بشكل منفصل عن التحليلي العقلي ، و يعتمد المنهج الاستقرائي في البحث العلمي على ملاحظة الظاهرة و دراسة المشكلة و جمع أكبر عدد من البيانات المرتبطة بها للحصول على نتائج و علاقات قد تعتبر مبدأ أو قانون .
- المنهج التجريبي
وهو منهج منطقي بين مناهج البحث العلمي و القائم بكثرة في الدراسات التطبيقية للوصول من خلال التجربة إلى نتائج تتميز بكونها دقيقة و حقيقية غير قابلة للتشكيك .
- المنهج المقارن
منهج قائم على مقارنة الظواهر و مسبباتها و البيانات المتعلقة بها و حتى النتائج التي يتم التوصل إليها .
- المنهج التاريخي
وهو منهج من مناهج البحث العلمي المعتمدة من قبل الكثير الباحثين في العديد من الاختصاصات و الفروع, و هو منهج قائم على دراسة مشكلة اعتمادا على معرفة تاريخها و النتائج السابقة التي تم التوصل إليها في الدراسات التي قامت في نفس الموضوع .