يقدم الباحثون مجهودا كبيرا في الدراسات التي يعملون عليها و التي قد تكلفهم جزءا من حياتهم يقضونه في هذه الدراسات، لذلك يجب الاهتمام بمصير هذه الدراسات و البحث عن وسيلة آمنة و جديرة لنشر الأبحاث و الدراسات العلمية ، و التي يعتبر إيجادها ليس بالسهل بالنسبة للباحثين من طلاب و أكاديميين ، فالباحثين يهتمون بإيجاد وسيلة آمنة سريعة الوصول و النشر تحقق أهم التطلعات في حماية إبداعاتهم من السرقة و الانتحال و إرجاع الملكية لهم في دراساتهم المنشورة.
و وسائل النشر هذه كثيرة و متعددة و لكن الاهتمام يتركز في أيامنها هذه على المجلات العلمية المحكمة ، و التي لا تعد حكرا على اختصاص أو حضارة أو لغة و إنما أداة و وسيلة عالمية يلجأ إليها الباحث ، و الباحثين العرب استحقوا قيام وسائل نشر خاصة بهم للكم للكبير من الدراسات التي أثر في عدد من العلوم، فأطلقت العديد من المؤسسات التعليمية و المراكز البحثية مجموعة من المجلات العربية المصنفة في مراكز عالية تلبي طموحات الباحث العربي.
فالباحثين العرب عانو من موضوع النشر اعتبروه عائقا في طريق البحث العلمي على الرغم من الإبداعات الكثيرة المشهودة للباحثين العرب على مر التاريخ و التي غيرت مجرى البشرية، و هذه المجلات العربية المصنفة هي حق لهم لا يمكن المفاوضة عليه، فالمجتمعات ترتقي بأبحاث علمائها و مساعدتهم على تأمين متطلبات البحث العلمي و النشر هي من واجبات الهيئات و مراكز البحث و الدراسات العلمية .
و المجلات العربية المصنفة تحمل في مضمونها جزئيات كبيرة، فهي مجلات علمية بمعنى اهتمامها بنشر الأبحاث و الدراسات التي تستحق النشر و المتميزة بطابع علمي هادف نحو تحسين أحد جوانب المجتمع و حل ظاهرة اجتماعية ، و مبتعدة كل البعد عن الهدف الترفيهي أو الثقافي لغير المهتمين بمجال الدراسة ، و من جهة ثانية فالمجلات العربية المصنفة هي مجلات علمية محكمة تخدم حاجة الباحثين لوسيلة نشر مناسبة و التي تعتبر عملية التحكيم من أساسياتها، فتحكيم البحث شرط فيها قبل نشره، و عملية التحكيم تقوم على دراسة البحث و تدقيقه للتأكد من عدم مشابهته لدراسة سابقة و جدارته بالنشر ، و قبوله بعد التأكد من موافقته لشروط و ضوابط البحث العلمي.
و المجلات العربية المصنفة تقدم في أحد أجزائها أهم متطلبات الباحثين و الذين يقدمون دراسات ذات أبعاد عميقة و أفكار جديرة و إبداعية، و متطلبهم هو إيجاد وسيلة ذات شأن عالي و قوة في النشر العلمي، فالتصنيفات تعتبر دلالة على هذه القوة و الميزات الكثيرة ، من خلال دخولها مجموعة من الاعتمادات التصنيف فيها و المعاملات التي تنعكس عليها.
و المجلات العربية المصنفة هي دوريات علمية تنشر الأوراق و الملفات البحثية المقدمة من الباحثين في فترات محددة من السنة قد تكون بشكل شهري أو كل ثلاث أشهر و قد تكون متلازمة مع فصول السنة الدراسية كل ستة أشهر و البعض منها ينشر بشكل سنوي، و المهم فيها الالتزام بموعد النشر.
يقصد الباحثين المجلات العربية المصنفة للنشر بعد معرفة خصائصها المتعددة ، فمنها ما يكون محدد بلغة أو لغات عدة حسب المجلة و قيمة البحث و نوع الاختصاص ، فبعض الاختصاصات تكون موجهة نحو قضية عالمية وبالتالي تلزم النشر بأكثر من لغة، والبعض منها يختص بالنشر في مجال علوم اللغة و بالتالي لا يكون النشر بأكثر من لغة مهم،. و هذا الشيء يمكن أن نراه في المجلات المختصة بعلوم الدين و الشريعة أيضا، و من هذه المجلات العلمية المحكمة ما ينشر في نطاق محدد قد يكون داخل الدولة فيسمى محلي مثل أن نقول المجلات العلمية المحكمة في السعودية أو مجال إقليمي مثل المجلات التي تهتم بالنشر على نطاق أوسع مثل المجلات العلمية المحكمة في دول الخليج أو الشرق الأوسط، و المجلات العربية المصنفة قد تكون دولية و تهتم بنشر دراسات الطلاب و الباحثين العرب عالميا ، و نقل ثقافة و إبداعات هذه العقول إلى العالم.
أقحمت العديد من المجلات العربية المحكمة نفسها في التصنيفات و الاعتمادات العالمية و التي أكسبتها مزيدا من الثقة و قدمت للأبحاث للمنشورة فيها طابع علمي أعلى و درجة جودة أرقى، فهذه التصنيفات خلقت للتمييز بين المجلات العلمية و لمساعدة الباحثين على اختيار الأفضل، حيث قدمت ميزات للمجلة و للدراسات ، فالمجلات العربية المصنفة او حتى الدولية تلتزم بشروط معينة لا يمكن إغفالها مادامت ضمن الاعتماد، و يعتبر موضوع النشر المختص و الدراسات الحديثة و المميزة أحد أهمها ، كذلك موضوع التوثيق و طريقة عرض الأبحاث.
كثير من المجلات العربية المصنفة دخلت في قواعد البيانات الشهيرة و خضعت لمعاييرها و معاملات القياس فيها ، و من أشهر قواعد البيانات هذه كانت قاعدة البيانات الأميركة isi و الغنية عن التعريف بالنسبة للباحثين، بل و من أولى الأمور التي أصبح الباحث ينظر إليها في الملف التعريفي للمجلة و الدرجة التي حصل عليها في هذا التصنيف من خلال معامل التأثير الذي تتميز به و الذي يقيس مدى الاقتباس من الأبحاث و الدراسات المنشورة في هذه المجلة.
كذلك قاعدة البيانات الأوربية و التي لا تقل المجلات العربية المصنفة و الداخلة فيها أهمية عن سابقتها ، بل و تزيد من خلال عوامل القياس المتعددة فيها، فهي لا تقيس فقط مقدار الاقتباس للأبحاث في المجلات الداخلة في تصنيفها، بل تحللها و تقيس الفائدة منها و الأدوات التي اتبعها الباحث و الأهمية لهذه الدراسات.
تضع المجلات العربية المصنفة مجموعة من القواعد و الضوابط التي يجدر اتباعها في الأبحاث المعروضة للنشر فيها، و هذه الشروط موضحة في الملف التعريفي بكل مجلة،. و منها ما هو عام يخص كافة الأبحاث المقدمة للنشر ، و منها ما هو خاص بالمجلة و بالشروط و القواعد للتصنيف و قواعد البيانات و من الواضح أن المجلات العلمية العربية و الأجنبية لم تعد تفرق في القوة من ناحية منشأ صدورها و إنما أصبح الارتكاز على أساس الاعتمادات و التصنيفات ، لذلك وجب التركيز و التقيد بشروط هذه المجلات و التي من أهمها :
- شرط كون البحث المقدم أصلي و مميز لا يمكن تخطيه فهو الأساس في القبول المبدئي للدراسة، و أن يمثل قلبة نوعية أو إضافة جديدة في مجال الاختصاص .
- التقيد بمعايير و أخلاقيات النشر العلمي شرط أساسي في المجلات العربية المصنفة، و عدم إنكار دور جهة أو شخص ساعد في قيام هذه الدراسة.
- التفرد بحقوق النشر للمجلة و جعل البحث حصري لها.
- المجلات العربية المصنفة قد تكون مختصة في مجال واحد أو متعددة الاختصاصات، و على البحث أن يكون متوفر في أحد الاختصاصات و يتبع لها.
- تجريد المجلة من مسؤولية البحث في القضايا المكتوبة و تحمل الباحث مسؤولية المضمون.
- التقيد بضوابط و قواعد كتابة الأبحاث العلمية و أهمية سلامة اللغة المكتوبة.
- اتباع المنهجية العلمية المعترفة في كتابة الأبحاث و الدراسات العلمية ابتداء من كتابة العنوان المناسب للدراسة بشكل احترافي و تضمين مقدمة مميزة عن موضوع الدراسة الأسباب التي قادت الباحث لها و ذكر الفرضيات و التساؤلات و الأهداف و تضمين الجداول أو الصور و الرسوم بشكل واضح في مضمون البحث أو في قائمة المراجع و الدلالة عليها بترتيب دقيق , و وضع النتائج التي توصل إليها الباحث و الفرضيات التي اعتمد عليها و الأدوات التي استخدمها و الطرق التحليلية و الإحصائية التي قام بها في الدراسة،. و ذكر أهم التوصيات و المقترحات.
- توثيق المراجع و المصادر التي اعتمدها الباحث و استند إليها وفق الآليات المعروفة و برامج التوثيق الشهيرة.