إن إعداد رسائل الماجستير و أطروحات الدكتوراه تعتبر مهمة صعبة على الطلاب المتقدمين لها فهي تتطلب معرفة كبيرة و وقت و مجهود كبير لإتمامها على أفضل وجه ، فهذه الرسائل هي التي يعتمدها الكثيرون في تقييم المستوى العلمي و الفكري للطالب ، و يسعى هؤلاء الطلاب لنشر رسائلهم التي برأيهم تستحق مكانة مرموقة بين الدراسات التي يتم نشرها ، و لكن هذا الأمر يتم ببساطة، فالنشر له متطلباته الخاصة و البحث العلمي له شكل و معايير محددة , و يتطلب تحويل الرسالة إلى بحث علمي عدة أسس منها تطوير مشكلة الدراسة و تعديلها و إعادة صياغتها و الإضافة و الحذف من المحتوى للوصول إلى مكون مناسب و متأقلم مع شكل البحث العلمي القابل للنشر في وسائل النشر المعروفة ، فما هي الخطوات التي يجب اتباعها لتحويل الرسالة إلى بحث علمي ، و ماهي الأهمية لهذا الأمر لدى الطلاب في مراحل الدراسات العليا.
النشر العلمي له العديد من الغايات من أهمها بالنسبة للطلاب و الباحثين في المراحل العليا هي تحقيق متطلبات المشرفين العلميين و الجامعة في نشر بحث علمي باسمهم و تحت راية و دعم الجامعة كشرط في التقدم لرسائل الماجستير و أطروحة الدكتوراه ، غالبا يطلب من طالب الماجستير بحث واحد على الأقل، بينما طالب الدكتوراه مضطر لنشر ما يزيد عن بحثين علميين في مجلات علمية محكمة ليتم قبول رسالته، لذا يلجأ الباحثون لتحويل الرسالة إلى بحث علمي و نشره ، كذلك فإن البعض هدفه من النشر الشهرة و المكانة العلمية له إضافة لتحقيق المزيد من الدرجات العلمية.
تحويل الرسالة إلى بحث علمي مثل أي عملية بحثية تحتاج من الباحث معرفة خطواتها و كيفية العمل عليها للوصول إلى نتائج مرضية للباحث و تحقيق شروط البحث و النشر العلمي و إرضاء شروط وسيلة النشر العلمي التي ينوي الباحث النشر من خلالها، و يوجد العديد من وسائل النشر العلمي المعروفة ، و تعتبر المجلات العلمية المحكمة أهمها و أكثرها شهرة ، و الأكثر لجوء من قبل الطلاب الباحثين العلميين للنشر فيها.
ان تحويل الرسالة إلى بحث علمي يمر بمجموعة من المراحل أو يمكن اعتبارها خطوات على الطالب تنفذيها و العمل بها بإتقان للحصول على مبتغاه و هي :
- اختيار المجلة العلمية المناسبة
و هذا الاختيار يتبع لعوامل عدة تؤثر في على جودة البحث و المكان الذي سيصل إليه، فعند تحويل الرسالة إلى بحث علمي قابل للنشر في المجلة يجب معرفة اذا ما كانت المجلة مختصة بمجال البحث أو الدراسة ، و هل هي متعددة الاختصاصات العلمية أم مختصة بشكل حصري بهذا النوع من الدراسات و الأبحاث ، و لهذا دور في تقييم جودة الأبحاث المنشورة.
- و من الاعتبارات المهمة التي يبحث عنها المهتمون بالنشر العلمي هي ميزة التحكيم ، فمن المهم أن تكون المجلة التي ينشر بها الباحث مجلة علمية محكمة ، و تتم عملية التحكيم من قبل مجموعة من الخبراء المختصين في مجال الدراسة و الذين يتمتعون بمعايير مناسبة يتم اختيارهم على أساسها، و الهدف من كون المجلة محكمة هو التأكد من مصداقيتها و موثوقيتها و حماية حقوق الباحث الفكرية و أرشفة دراسته.
- يعتبر موضوع اللغة أساسي في المجلة، فليست جميع المجلات تنشر بلغة واحدة و على الأقل ما يتعلق بملخض البحث ، و هذا الأمر يرتبط بشدة بنوع المجلة ، هل هي مجلة دولية محكمة أم مجلة محلية تابعة لمركز علمي يختص بالنشر ضيق النطاق.
- التصنيفات و الاعتمادات التي تحظى بها المجلة تلقى أهمية كبيرة بين الباحثين ، فشرط التصنيف هام جدا بالنسبة للكثير ليس فقط الباحثين و إنما القراء أيضا ، و هذا الأمر يقدم أهمية إضافية للبحث الذي سيتم نشره في المجلة، و توجد العديد من الاعتمادات التي تدعو المجلات للانضمام الهيا و التميع بميزاتها.
- و يجب معرفة مدة النشر و عدد الإصدارات التي تصدرها المجلة في السنة و الاطلاع على تاريخ المجلة لمعرفة مدى استمراريتها بالنشر و فترات الانقطاع ، بالإضافة لمعرفة أسعار و تكاليف النشر، لذا يمكن القول أن المهتمين بتحويل الرسالة إلى بحث علمي يجب أن يكون اختيار المجلة المناسبة أولى خطواتهم.
و من أهم المجلات العلمية المحكمة التي تقدم للباحثين العرب خدمات مميزة و تحظى بمكانة كبيرة :
- المجلة العربية للنشر العلمي AJSP
- المجلة الدولية لنشر الدراسات العلميةIJSSP
- مجلة الشرق الأوسط للنشر العلميMEJSP
- الخطوة الثانية هي إعادة الصياغة و تحويل الرسالة إلى بحث علمي قابل للنشر وفق شروط و معايير البحث العلمي ، ففي البداية عليك قراءة رسالتك العلمية بشكل جيد عدة مرات و تحديد النقاط الرئيسية فيها و التي تنوي إيصالها للقراء من مهتمين و باحثين في مجالك و ذلك وفق شروط البحث العلمي و المجلة التي قمت باختيارها و كتابة و تحويل الرسالة إلى بحث علمي متضمنا المنهج المتبع في الوصف و التحليل و التفسير، و ذكر الأدوات التي اعتمدت عليها في جمع البيانات و تكوين فكرة المشروع البحثي ، و اتباع المنهجية المتعارف عليها في كتابة الأوراق البحثية من حيث التسلسل و المضمون ، و الأهم هو التقيد بشروط المجلة و معرفة كيفية تعديل الرسالة ، فرسالة الماجستير كبيرة و المعلومات كثيرة ، و أنت من الواجب عليك ذكر أهم المحاور التي تتركز عليها الرسالة ، فعدد صفحات البحث العلمي يجب ألا يتجاوز 30 صفحة كشرط من شروط النشر في أغلب المجلات العلمية المحكمة ، و ذكر ملخص عن الدراسة أساسي في بداية البحث ، كذلك قد يكون العنوان مختلف شرط أن يحمل معنى الدراسة ، و المقدمة أساسية و يمكن صياغتها من خلال مقدمة الرسالة و كذلك الأمر بالنسبة لباقي أجزاء الدراسة ، فكتابة و تحويل الرسالة إلى بحث علمي ترتبط بشكل أساسي و وثيق بهذه المعايير و الشروط.
- الخطوة الثالثة هي مراجعة البحث و تدقيق معلوماته و عرضها على المشرف المختص على الرسالة ، و الاستفادة من خبرته في تحويل الرسالة إلى بحث علمي ، و مراجعة البحث من قبله ستكفيك شر إعادة البحث من قبل المجلة للتعديل أو رفضه في حال عدم كفايته للمتطلبات العلمية و البحثية ، بالإضافة لتدقيق البحث من الأخطاء العلمية و الإملائية والنحوية ، فهذه النقاط لها علاقة وثيق بجودة الدراسة المقدمة، و التي قد تغير فهم المعنى لدى القراء في حال عدم دقتها، بالإضافة للتنسيق و الشكل المناسب التي تضعه المجلة ضمن شروط قبول الأوراق المقدمة إليها.
المرحلة الرابعة إرسال البحث الذي تم إنهاءه إلى المجلة لنشره ، و هذا يتبع لآليات محددة ، ففي البداية يجب التواصل مع المجلة و التعريف بنفسك و بالدراسة التي تريد تقديمها، و من ثم إرسال ملف البحث مع التعهدات التي تمليها عليك المجلة و ذكر الأهداف التي دفعتك للنشر العلمي و تحديدا للنشر في هذه المجلة ، تقوم المجلة من خلال اللجان المسؤولة عن استقبال البحث و تدقيقه بمراجعته بشكل سريع لتحديد قابليته للنشر فيها ، و إرسال الموافقة المبدئية على ذلك و من ثم إرساله للجنة التحكيم المختصة لتحكيمه و الموافقة عليه أو توضيح التعديلات لمراجعته من قبل الباحث، و في حال الرفض يتم إعادة البحث للباحث ، و أمر ضروري آخر هو عدم مراسلة أكثر من مجلة علمية في نفس الوقت.