تختلف الدراسات و الأبحاث العلمية المعدة للنشر في المجلات العلمية المحكمة و وسائل النشر الموثوقة الأخرى عن الدراسات التي تنشر في المقالات و الصحف أو التي تقدم كمواضيع إنشائية و رسائل علمية و أخبار، فهذه الدراسات و الأبحاث تم إعدادها و القيام بها لتحقيق غاية علمية مفيدة للمجتمع او حل ظاهرة و مشكلة تعيق أحد جوانبه، لذا فكتابة البحث العلمي على درجة كبيرة من الأهمية متبوع بشروط و ضوابط بالإضافة لقواعد تهتم بتنظيم مثل هذا النوع الهام من الدراسات تقديم معلومات دقيقة و الحصول على نتائج مثالية ، و تعتبر منهجية البحث العلمي واحدة من أهم هذه الأساسيات و القواعد في البحث العلمي.
كانت هذه الأهمية دافع للمختصين في علوم الدراسات و الأبحاث العلمية لوضع خطة و منهجية علمية يتم اتباعها في العمليات البحثية القائمة على شتى أنواعها و اختصاصاتها ، و منهجية البحث العلمي هذه معتمدة لتكون الشكل العام للدراسة لا مضمون البحث، بمعنى الآخر لتقسيم البحث إلى أجزاء هي عبارة عن عناوين رئيسية تسهل على الباحث كتابة الأوراق العلمية و تنظم له عمله و بالنسبة للقارئ تسهل الوصول إلى أجزاء الدراسة، و في حال تم اتباعها بنفس مسار بحث آخر فالباحث هنا سيقع في الخطأ و يخرج بحث مشابه قد يؤذي مسيرته البحثية، لذا عليه اتباع المنهجية العلمية المعروفة و الخطوات المحددة المتسلسلة و لكن بأسلوبه و طريقته الخاصة للخروج ببحث منفرد و حدير بالنشر.
فمنهجية البحث العلمي هي مجموعة الخطوات و المتسلسلة المنتظمة التي تقود لكتابة بحث علمي وفق الآليات و المقومات البحثية و الوصول إلى نتيجة دقيقة مرضية للباحث و للمهتم و تقدم حل للمشكلة التي يعمل الباحث على معالجتها، و تدعو لحلها من خلال المقترحات و التوصيات التي يدونها هذا الباحث.
منهجية البحث هي الطريقة التي يكتب بها الباحث أوراقه البحثية بعد الدراسات التي يكون قد عمل عليها و التجارب التي أجراها و الدراسات السابقة التي اقتبس منها معلوماته و بياناته، بعد جمع كافة البيانات التي تفيد دراسته من خلال أدوات جمع البيانات المعروفة و التي من أهمها الدراسات السابقة و التي قد تكون كمعلومة يبني الباحث عليها بحثه أو يستعين بها لإثبات أحد النظريات، و هذه الدراسات يجب توثيقها في نهاية البحث كأحد شروط النشر في وسائل النشر العلمي المعروفة و التي تعتبر المجلات العلمية المحكمة في طليعتها.
و من الأدوات المستخدمة في جمع بيانات البحث العلمي الملاحظة و التي تعتبر مجهود شخصي من الباحث لوصف الظاهرة و الحصول على بعض الظواهر العميقة و السطحية ، و أيضا الاستبيان و الذي يعتبر من أهم أدوات البحث و خاصة بما يتعلق بالدراسات الاجتماعية و العلوم الإنسانية ، و أيضا المقابلة و التي تعتمد على جمع البيانات من خلال زيارة أو لقاء مع عينات البحث و طرح مجموعة من الأسئلة و الاستفسارات.
و عملية جمع البيانات ليست الأولى بالطبع لدى الباحث ، فاختيار المشكلة التي سيبحث فيها و عنها الباحث و تحديد جوانبها و حدودها الزمانية و المكانية و تحديد عينات البحث من أولى النقاط التي يقوم عليها البحث قبل البدء بكتابة البحث العلمي وفق منهجية البحث العلمي.
منهجية البحث العلمي تمر بعدد من المراحل أو الخطوات و التي يعتبر اتباعها الزاميا من ناحية من قبل وسائل النشر العلمي و مهم من ناحية ثانية للباحث كأثبات جدارة البحث المقدم للنشر ، و هذه المراحل هي :
- عنوان الدراسة العلمية:
بعد اختيار الدراسة و البحث في مواضيعها و الاطلاع على الأبحاث و الدراسات في نفس مجال البحث يأتي الدور لكتابة البحث و اختيار الكلمات المناسبة كعنوان له، و عنوان البحث من النقاط الأهم في منهجية البحث العلمي و الطريق لشرح مشكلة الدراسة و تعريف القارئ بها من خلال عدد محدد من الكلمات، و غالبا هذه الكلمات تكون محدودة بحيث لا تزيد عن خمسة عشر كلمة، و يتم كذلك كتابة العنوان باعتبارات عديدة أهمها جذب القراء و مراعات الكلمات المفتاحية التي يمكن أن يضعها الباحث لتحسين محركات البحث و ظهور البحث في بداية النتائج على المواقع الإلكترونية، كذلك يحتاج أن يكون دقيق و سهل و دال، بمعنى تجنب الكلمات البراقة الخارجة عن سياق البحث و المصطلحات، العبارات الصعبة و الغامضة.
- المقدمة:
بالنسبة لكل باحث تعتبر المقدمة خياره في شرح الدراسة و تحديد أبعادها و حدودها الزمنية و التعريف بالفترة التي وقعت فيها الدراسة و الأبعاد المكانية لشرح و وصف المكان الذي قامت فيه الدراسة في حال توافره، و أيضا وصف العينات المقصودة في الدراسة و المشكلة و الأسباب وراء اختيار الباحث لها، لذلك فالمقدمة تعتبر نقطة الانطلاق للدراسة و بوابة العبور باتجاه الأهداف و مشكلة الدراسة ، تحدد عادة المقدمةبعدد كلمات بحيث لا يزيد عن 300 كلمة، و في دراسات أخرى في مجال المنهجية العلمية، تحدد المقدمة بحوالي صفحة و نصف من الأوراق البحثية.
يشترط في المقدمة أن تكون واضحة و موجهة و بعيدة عن التعقيد و التشويش لعقل القارئ، بعبارات مفهومة و كلمات مترابطة
- أهداف الدراسة:
الهدف عنصر عام و وجوده أساسي في الأبحاث، و تؤكد الدراسات على ضرورة تضمين الأهداف في منهجية البحث العلمي، و هذا العنصر يدل على الغاية التي يسعى الباحث لتحقيقها و التنبؤ بالنتائج التي يمكن الوصول إليها، و القارئ يهتم بالأهداف لذا يجب أن تكون العبارات محفزة و قريبة لعقله و توقعاته ، و أن يتم وضع أهداف البحث العلمي بعناية و إتقان .
- الفرضيات:
يعتبر المختصين في علوم الأبحاث و الدراسات أن الفرضيات من أهم الأجزاء في منهجية البحث العلمي، فقد تكون هذه الفرضيات تشكيك بأحد جوانب الظاهرة أو وضع افتراض لحل مبدئي لمشكلة الدراسة و التأكد من صلاحيته لحل المشكلة أو عدمه، و إمكانية تطبيق هذه الفرضية للانتقال لحل مشكلة أخرى تقود لنتيجة مرضية، و هذه الفرضية تنبع من خبرة الباحث و ثقافته في موضوع الدراسة، و في نهاية الأمر هي فرضيات و ليست حلول مؤكدة و من الواجب دعمها ببعض الدلالات و المقومات و إخضاعها للتجريب، و هذه الفرضيات قد تكون على شكل تساؤلات يتم وضعها بناء على ملاحظة بعض المتغيرات أو جوانب المشكلة، و تفرض منهجية البحث العلمي كون هذه الفرضيات واضحة و غير مجهولة المعنى أو صعبة الفهم و متعلقة بالدراسة بشكل تام.
- النتائج:
الجزء الأهم بين أجزاء منهجية البحث العلمي و ذات الأهمية العظمى للقارئ، فهي مجهود الباحث و خلاصة عمله لذا يفترض كونها مباشرة و واضحة وذات دلالات وصفية و مدعومة بملحقات و نتائج واضحة مرقمة و موثوقة ، و ربما يتم اعتبارها ذات أهمية في دراسات لاحقة أو نظريات يتم الاستشهاد بها، لذا على الباحث فهم هذه الأهمية و العمل على مجاراتها.
- المقترحات و التوصيات:
هي الحلول و التي قدمها الباحث بناء على المشكلة البحث لحلها إيمانا منه بدورها تجاه القضية التي تدور الدراسة حولها.
- الخاتمة:
تفرض منهجية البحث العلمي وجود خاتمة للدراسة معبرة عن الصعوبات التي واجهت الدراسة و التعريف ببعض الجوانب المتعلقة بها ، و أحيانا يكون من الكافي ذكر بعض السطور عن الكاتب نفسه و التوصيات تجاه الدراسة ، و الجوانب التي قدم حلول لها،. و الخاتمة يجب ألا تتجاوز الصفحة.
- فهرس البحث:
و هو من الأمور البديهية التي يجب تضمينها في الدراسة لتساعد القارئ على التعرف على مضمون الدراسة و أجزائها و الوصول إلى النقاط التي يبحث عنها بسهولة و سرعة و هي من الأجزاء الصعبة في منهجية البحث العلمي و لكن وجودها حاجة أساسية و ضرورية، و يتم تقسم الفهرس إلى أبواب و فصول و عناوين رئيسية و فرعية و ارفاق رقم الصفحة بجانب كل منها.