معظم الدراسات و الأبحاث العلمية المنشورة و القائم العمل بها تعتمد في جزء منها على الأقل على نتيجة توصل لها العلماء و الباحثين السابقين أو معلومة قدموها في دراساتهم المنشورة، و هذه المعلومة و الفكرة التي يقتبسها الباحث أو يستشهد بها هي لتأكيد احد نواحي دراسته و الاستناد إليها في الانطلاق ببحثه.
و طريقة البحث عن الدراسات السابقة المتعلقة في بحثك قد تكون هامة أيضا بالنسبة للباحثين في موضوع ما للتعرف على ما إذا كانت توجد دراسات بنفس الموضوع حتى يحقق الباحث بحث متميز و غير مذكور سابقا أو يطور هذه الدراسة و يخرج بنتائج مغايرة و اكثر جدارة.
و الدراسات السابقة قد تكون مشروع تخرج أو رسالة لطالب في الدراسات العليا أو أحد البحوث الجامعية في المراكز المعتمد، و قد تكون دراسة مطروحة في مؤتمر علمي و منشورة في وقائع المؤتمر أو حتى مقال علمي منشور في جهة مختصة بالنشر و قد تناول هذا المقال أحد الدراسات المتعلقة بموضوع البحث و عائد لأحد الباحثين و المختصين في الدراسات و البحوث العلمية ، و الدراسات السابقة الأكثر اعتمادا هي تلك التي يقوم بها باحثون علميون و ينشروها في أحد الوسائل و دور النشر مثل المجلات العلمية المحكمة و كذلك من الممكن اعتماد الكتب و الأوراق العلمية كأحد أهم مصادر العلوم و في طليعة اختيارات نوع طريقة البحث عن الدراسات السابقة المتعلقة في بحثك.
هذه الدراسات السابقة التي سيعتمدها الباحث و يستعين بها في أغلب الظن هي دراسات متكاملة من حيث المحتوى و الطريقة العلمية مستوفية موضوع الدراسة و الأهداف التي يسعى الباحث لتحقيقها و الأطر و الفرضيات التي اعتمدها و الأدوات التي اتكل عليها الباحثون في دراساتهم السابقة ، و كذلك النتائج و حتى التوصيات و المقترحات.
الفرضيات و الاستجوابات التي يبني عليها الباحث دراسته يجب ألا ترتبط أو تشتق من الدراسات السابقة ، و لا شك أن الاعتماد في بناءها فقط شيء طبيعي ، و كذلك بالنسبة للأطر النظرية للدراسة العلمية، و طريقة البحث عن الدراسات السابقة المتعلقة في بحثك تحتاج معرفتك بأنواع الدراسات السابقة وفقا لعدة عوامل أهمها الأدلة.
من أهم أنواع الدراسات السابقة التي يمكن الاعتماد عليها هي تلك التي تكون نوع من التقارير المتعلقة بمجال الدراسة مثل إحصائية أو مراجعة لبعض جوانب المشكلة، و هي هامة للباحثين عن دراسات غنية بالمعلومات و النظريات.
طريقة البحث عن الدراسات السابقة المتعلقة في بحثك يجب ألا تذهب تجاه البحث عن الفرضيات التي وضعها باحثين سابقين ، و تتنوع طرق الوصول و الحصول على الدراسات السابقة
- فالجامعة تعتبر أهم طريقة البحث عن الدراسات السابقة المتعلقة في بحثك أو مشروعك العلمي من خلال المكتبة الخاصة بكل كلية و الحاوية على أبحاث طلاب و أساتذة , إضافة لمشاريع تخرج و رسائل ماجستير و أطروحات دكتورا، و المنظمة غالبا من قبل الهيئات المختصة و سهلة الوصول، إضافة لتوافر مكتبة إلكترونية في بعض الكليات تسهل الوصول إلى نفس الأوراق ي الملفات البحثية الموجودة في المكتبة.
- الأبحاث المنشورة في مجلات علمية ، حيث تمر المجلات العلمية بفترة ذهبية للنشر مع خروج الأعداد الكبيرة من الأبحاث بشكل مستمر و اعتماد هذه المجلات كوسيلة لنشرها و أرشفتها ، و بالتالي الوصول إليها من خلال زيارة مراكز هذه المجلات أو الموقع الإلكتروني لها.
- المؤتمرات العلمية لا تقل الأبحاث المنشورة فيها قيمة للاستشهاد بها عن الأبحاث و الدراسات السابقة الموجودة في وسائل النشر الأخرى ، بل تزداد نتيجة الموثوقية و القوة و الجودة لهذه الدراسات و المعرضة على لجان محترفة في تدقيق الدراسات ، و الموضوعة أمام مختصين في مجال الدراسة و هي بذلك ليست طريقة البحث عن الدراسات السابقة المتعلقة في بحثك فحسب ، و إنما من أفضل طرق البحث و الاستناد على المعلومات و الدراسات.
- دور النشر و المكاتب العامة التي تراجعت شهرتها مع ظهور وسائل النشر المتعددة و لكنها لم تنتهي ، فهذه الوسيلة تتميز بجودة كبيرة ، فالأبحاث الغير مستندة لوثائق و الغير مفيدة لا يتم نشرها في هذه الوسائل ، و بالتالي يمكن للباحث اعتمادها مع قلة و صعوبة إيجادها.
- الأنترنت يمكن القول أنه وسيلة وطريقة البحث عن الدراسات السابقة المتعلقة في بحثك الأولى و الأعلى تقييما بين الطرق الأخرى ، لسهولة الوصول و السرعة و تعدد المصادر و الخيارات ، و إمكانية التفريق بين الدراسات الموثوقة و المشبوهة ، فمن خلال كتابة عنوان الدراسة ستحصل بالتأكيد على عدد كبير من نتائج البحث المشابهة و المتعلقة بالدراسة و التي قد تتفاوت بين الآراء و الاقتراحات و الدراسات ، بالإضافة لتوافر عدد من قواعد البيانات الخاصة بالأبحاث المنشورة أو المجلات العلمية مع إمكانية البحث حسب الأعلى تقييما و الأكثر زيارة و استشهاد و حسب اللغة و الفترة الزمنية و غيرها من الخيارات المتاحة.
- المقالات و الصحف واحد من طرق البحث عن الدراسات السابقة في بحثك ، و التي قد لا تأتي على صورة دراسة علمية حسب المعايير المعروفة و إنما على شكل خبر عن دراسة أو تجربة علمية أو حدث ما ، و يمكن اعتمادها كأداة في إيجاد الدراسة السابقة في بحثك.
أهمية الدراسات السابقة
- إثبات ثقافتك و اطلاعك على موضوع و مشكلة البحث و كلما زادت هذه الدراسات كلما زادت ثقة المهتم بالدراسة.
- اتباع منهجية مغايرة و اطار نظري مطور و الاتجاه إلى الدراسة من منظورك بعد التعرف على وجهة نظرك الباحثين الآخرين.
- تغطية نقاط و أماكن الضعف في الدراسات السابقة و سد الثغرات العلمية.
- توضيح نقاط القوة و الضعف في الدراسات السابقة، كما تحدد طريقة البحث عن الدراسات السابقة المتعلقة في بحثك الجوانب التي أسهمت كل دراسة في تحقيقها، و معالجة المشاكل في تلك الدراسات.
- رفع القدرة المعرفة و اكتشاف آفاق جديدة.
- الاطلاع على قسم المراجع للدراسات التي حصلت عليها و تتبع المراجع و المصادر التي اعتمدها الباحث في دراسته السابقة ، و البحث عن تلك المصادر و بالتالي زيادة قائمة المراجع لديك.
- تحديد الأولويات في عمليتك البحثية و النقاط الهامة و التي تحتاج لشرح و تفسير، و بالتأكيد وضع مجموعة الأسئلة و الاستفسارات التي تسعى الدراسة لعلاجها.
- تضمين عدد من المفاهيم العامة و الفرضيات حتى يتم الاتكال و الاطلاع عليها و معرفة المنهجيات الأساسية.
- معرفة علاقة الدراسة الحالية بالمنحى الزمني العلمي و المكاني و طرق تأثر و تغير معايير و نتائج هذه الدراسات.
- مقدار و مدى الفائدة التي قدمتها تلك الدراسة السابقة للمجتمع و نواحي تكويره.