النشر هو عملية توزيع المعلومات المعدة وفق طريقة محددة وتوجد العديد من طرق النشر المتنوعة التي تستخدم في مختلف المجالات ومن الأمثلة حولها الكتب والمجلات والصحف وما إلى ذلك ،وتختلف أساليب النشر ومن ضمنها على سبيل المثال الوسائل الإلكترونية للنشر والمطبوعات، والمرئيات وغيرها، وهذه الوسائل بشكل عام تستخدم في المجال العلمي والبحوث العلمية حيث يتساءل الكثيرون حول ماهية وسائل النشر العلمي وصفاتها وميزاتها ولذلك فأننا ضمن سطورنا اليوم سوف نجيب بشكل كامل ومفصل عن السؤال المتعلق في ما هي وسائل النشر؟
يعتبر النشر في المجال العلمي هو المعلومات والحقائق العلمية التي تنشر بهدف إيصالها إلى مجموعة كبيرة من الأشخاص والتي تهدف إلى زيادة الثقافة العامة والاختصاصية.
يمكننا أن نقسم النشر في المجال العلمي في أسلوبين أساسيين وهما كما الآتي:
- النشر العلمي الثقافي: وهو النشر الذي يهدف إلى زيادة الثقافة العامة من خلال نشر الموضوعات العلمية حول كافة فروع العلوم والمعارف وتتضمن على سبيل المثال التعريف بالاختصاصات والاتجاهات التخصصية العلمية ،وآخر المستجدات العلمية والتكنولوجية في مختلف المجالات وغيرها.
- النشر العلمي البحثي: وهو النشر الذي يتيح للباحثين وأهل الاختصاص لنشر أخر المكتشفات والتحريات العلمية في كافة مجالات العلوم والمعارف المتنوعة وذلك من خلال نشر الأبحاث والدراسات والتقارير والرسائل والأوراق البحثية وما إلى ذلك.
ما هي وسائل النشر؟
قد تتساءل عزيزي القارئ عن فحوى وسائل النشر العلمي والتي يمكن أن نستعرض لك أهمها في ما يلي:
أولاً: وسائل النشر المطبوعة:
وسائل النشر العلمي المطبوعة هي أقدم الطرق المعروفة والمستخدمة بشكل كبير في مختلف الدول والمناطق والتي تعتمد على كل ما هو مطبوع ورقياً لنشر المعلومات وهناك العديد من الوسائل المختلفة للنشر المطبوع ومن أهمها ما يلي:
- الكتب: تعد الكتب من أهم وسائل النشر المطبوعة حيث يقوم المؤلفون في مختلف المجالات ومنها المجال العلمي في تأليف الكتب والكراسات حول مختلف التخصصات والمواضيع المختلفة بهدف عرض مجموعة كبيرة ومفصلة من الحقائق والمعلومات والبيانات عن موضوع الكتاب ،وعلى الرغم من انتشار التكنولوجيا والعالم الرقمي فقد حافظ الكتاب على مكانه حيث بشكل عام نتيجة لأن القراءة من المطبوعات تعد أفضل وأكثر تركيز بالنسبة للقارئ.
- المجلات والصحف: يعتمد على الصحف والمجلات بشكل كبير في النشر وخصوصاً في المجال العلمي حيث تنتشر المجلات العلمية المحكمة والثقافية التي تنشر بشكل مستمر ،والتي أعتمد قسم كبير منها على النشر الإلكتروني والمطبوع في الوقت نفسه ومن أبرز المجلات العلمية ما يلي:
1- المجلات العلمية الثقافية: تعتمد هذه المجلات على طواقمها المختصة في نشر المقالات العلمية حول مختلف المواضيع العلمية المتنوعة لنشر الثقافة العلمية.
2- المجلات العلمية المحكمة: تستخدم المجلات العلمية المحكمة لنشر الدراسات والبحوث العلمية التي يعدها الباحثين العلميين والتي تعتمد على دقة وموثوقية النشر من خلال التحكيم العلمي الاختصاصي الذي يجري فيه تدقيق كل بحث ودراسة قبل نشرها في المجلات المحكمة.
ثانياً: وسائل النشر المسموعة والمرئية:
انتشرت وسائل النشر المسموعة والمرئية بعد ظهور الإذاعات والتلفزيونات والتي تعتمد على نشر مختلف أنواع المحتوى ومن ضمنها المحتوى العلمي حيث تقدم هذه الوسائل البرامج المختلفة حول العلوم والمعارف المتنوعة والبرامج الثقافية والعلمية في كافة التخصصات.
ثالثاً: وسائل النشر الإلكترونية:
فجرت الثورة الرقمية آفاق جديدة في مجال النشر المتنوع ومن بينها وسائل النشر العلمي التي استفادت من الوسائل الرقمية في زيادة الانتشار والوصول إلى القراء ومن أبرز وسائل النشر الإلكتروني المستخدمة حالياً ما يلي:
- الكتب والمجلات العلمية الإلكترونية:
زاد الاهتمام بشكل كبير بنشر الكتب والكراسات الإلكترونية التي سهلت الوصول إليها بشكل كبير وهناك الكثير ممن اتجهوا إلى نشر الكتب الإلكترونية بالتوازي مع نشر نسخ مطبوعة بينما هناك العديد ممن اتجهوا إلى نشر الكتب الإلكترونية فقط. بينما المجلات العلمية المحكمة خصوصاً التي ظهرت في الآونة الماضية أصبحت تعتمد بشكل كلي على النشر الإلكتروني لأنه يوفر الكثير من المميزات الهامة التي ساهمت في انتشار هذه المجلات وتخفيف الأعباء عليها ،بينما المجلات العلمية المحكمة القديمة لازال أغلبها ينشر النسخ المطبوعة والإلكترونية معاً.
- المواقع والمنصات والمنتديات الإلكترونية:
ساهم عالم الإنترنت في انتشار النشر العلمي بشكل كبير وسهل التواصل بين الناشرين والقراء والمؤلفين بشكل كبير حيث يعتبر الإنترنت هو عصب العصر الحديث وانتشرت عظة وسائل للنشر في الإنترنت ومن أهمها ما يلي:
- مواقع النشر العلمي: تعتبر مواقع النشر العلمي من أبرز طرق نشر الأبحاث والدراسات والمقالات العلمية حيث يسهل الوصول إليها من مختلف أنحاء العالم بشكل سريع وسهل وبأقل جهد.
- المنصات والمنتديات الإلكترونية: ساهمت المنصات والمنتديات الرقمية في توفير وسيلة هامة للنشر العلمي والثقافي وعمل الحوارات والنقاشات العلمية بشكل كبير وسهل.
- المكتبات الإلكترونية: تعتبر المكتبات الإلكترونية هي مواقع أنترنت تقوم بتحميل مجموعة ضخمة من الكتب والمجلات العلمية المختلفة التي يستطيع روادها تحميل أي كتاب أو مجلة وقراءتها بشكل بسيط وسهل.
الفرق بين النشر العلمي المطبوع والإلكتروني
توجد العديد من الاختلافات بين النشر العلمي المطبوع والإلكتروني فإذا أخذنا المجلات العلمية المحكمة كمثال فهناك فوارق كبيرة بين النشر الإلكتروني والمطبوع فيها ومن أبرز هذه الفروق ما يلي:
- سرعة وسهولة الوصول إلى القارئ: سهل النشر العلمي الإلكتروني من وصول القارئ لإصدارات المجلات العلمية المحكمة في أي مكان ضمن هذا العالم بشكل ملحوظ إذا ما قارناه مع النشر العلمي المطبوع الذي يتطلب وقت طويل إضافةً لصعوبة الوصول إلى مختلف الأماكن حول العالم.
- سرعة وسهولة التواصل مع الباحثين: يتطلب النشر في المجلات العلمية المحكمة التواصل بين الباحث وطاقم المجلة وخصوصاً لدى طلب التعديلات من الباحث والتي أصبح التواصل الرقمي مع الباحث أسهل بكثير وأسرع بالمقارنة مع التواصل التقليدية في المجلات المحكمة المطبوعة.
- إمكانية حفظ الأعداد الصادرة: في المجلات العلمية المحكمة المطبوعة من الصعب الوصول إلى إصدارات قديمة كما ويتطلب قراءة بجوث معينة الحصول على نسخة من العدد الصادر بينما إلكترونياً فيمكن الوصول إلى أي عدد موجود في موقع المجلة بشكل سريع جداً وسهل ويمكن للقارئ اختيار الموضوع أو البحث المراد قراءته بشكل مخصص.
- تكلفة الطباعة والتوزيع: تحتاج المجلات العلمية المحكمة الكثير من النفقات المالية لقاء طباعة أعداد المجلة الصادرة بالإضافة إلى التكاليف الكبيرة لتوزيعها إلى أماكن بعيدة بينما في المجلات المحكمة الإلكترونية الأمر أصبح أوفر بشكل ملحوظ وكبير بالنسبة للطباعة بينما بمجرد النشر في الموقع فإن المحتوى يصل إلى أي مكان في العالم بدون أي تكاليف نقل وتوزيع.
في النهاية فإن النشر العلمي هو وسيلة هامة لنشر المعلومات والحقائق والتي تستخدم في عدة أشكال مختلفة يمكن للقارئ اختيار ما يناسبه منها للحصول على المعلومات.