تتنوع المناهج العلمية التي يستخدمها الباحثون في عملهم البحثي والتي تعتبر الحجر الأساس الذي يساعد الباحث على اختيار الخطوات والأدوات والإجراءات الملائمة لحل مشكلة البحث العلمي، ومن أشهر المناهج العلمية هناك المنهج الاستقرائي الذي يستخدم منذ القدم ولازال حتى يومنا هذا يستخدم ضمن مجموعة كبيرة من البحوث والدراسات العلمية المختلفة ونحن اليوم سوف نتناول معكم أهم المعلومات التي تميز المنهج العلمي الاستقرائي بشكل كامل ومفصل.
مناهج البحث العلمي
منهج البحث العلمي يعبر عن طريقة العمل في البحث حيث أن المنهجية تعني الأسلوب ولكل منهجية في البحث العلمي أسلوبها الخاص وأدوات عمل يستند عليها الباحثون، وهناك مجموعة من المناهج العلمية المعروفة والتي من أبرزها ما يلي:
- المنهج التجريبي: حيث يعتمد هذا المنهج على التجربة العملية في حل المشكلات العلمية المختلفة.
- المنهج الفلسفي: يقوم هذا المنهج بتحليل وكشف الظواهر والمشكلات العلمية من خلال العلوم الفلسفية.
- المنهج الوصفي: يعتبر المنهج الوصفي هو طريقة اندماج الباحث في موضوع البحث وتكوين وصف دقيق ومفصل لموضوع البحث بما يساهم في حله بشكل كامل.
- المنهج التاريخي: يعتمد المنهج التاريخي بشكل كبير لدى توفر المعلومات الكافية حول تاريخ ظاهرة أو مشكلة بحثية ما بغية دراسة تطورها واكتشاف حلولها والتنبؤ بها.
- المنهج الاستقرائي: وهو المنهج الذي يجزئ الموضوع البحثي بغية استقراء ما يتضمنه الموضوع بشكل عام وهو ما سوف نستعرضه بشكل دقيق في هذا المقال.
ما هو المنهج الاستقرائي؟
المنهج العلمي الاستقرائي هو أحد المناهج العلمية التي تستخدم في عالم البحوث والدراسات العلمية والذي أسس منذ زمان بعيد وتطور استخدامها حتى يومنا هذا ويعتمد عليه عدد كبير من الباحثين لدى دراسة المواضيع في المجتمعات وفي المواضيع الإنسانية وحتى ضمن العلوم الطبيعية، ويعتمد المنهج العلمي الاستقرائي بشكل عام على تقسيم البحث إلى مجموعة من الأفكار أو المواضيع أو الأقسام الرئيسية والتي يقوم الباحث بدراستها بشكل مفصل وتطبيق النتائج المكتشفة على عموم موضوع البحث العلمي العام، أي أنه المنهج الذي ينتقل من الخاص إلى العام أو من الجزء إلى الكل, وهنا قد تتساءل عزيزي القارئ حول أهمية الاستقراء في البحث العلمي؟
الاستقراء من أساليب العمل الشهيرة في الأبحاث العلمية حيث يعتبر الاستقراء وسيلة هامة وفعالة في اكتشاف تفاصيل وجزئيات البحوث العلمية والتي تساعد الأكاديمي على فهمها والتوصل إلى الفهم الكلي من خلالها، والاستقراء يتعدى كونه أسلوب بحث علمي فهو أسلوب في فهم ودراسة المواضيع العامة والمختلفة ويستخدم بشكل كبير من قبل الناس عامة وخصوصاً في حالة دراسة أو مناقشة المواضيع ذات الحدود الكبيرة والتي تضم في طياتها تفاصيل وأجزاء متعددة، وعلى سبيل المثال لا يمكننا معرفة تفاصيل حدث معين في مختلف المستويات دون دراسة جميع الجوانب المتعلقة به ومنها القضايا السياسية أو الاقتصادية التي تستوجب ممن يخوض فيها معرفة كل الأطراف المتداخلة فيها لاستقراء الواقع الكلي بشكل عام.
أنواع المنهج الاستقرائي
المنهجية الاستقرائية في البحث العلمي تتضمن نوعين أساسيين ولكل منهما صفاته الخاصة وهما كما الآتي:
1- منهج الاستقراء الكامل: يقوم الاستقراء الكامل على دراسة كل الجزئيات في مشكلة البحث أو ظاهرته، وتعميم حل مناسب وشامل لموضوع البحث الأساسي وهو يمتاز بدقة النتائج البحثية ومدى جودة الحلول البحثية ولكن ما يعاب عليه أنه يحتاج إلى وقت طويل للقيام به، كما ويجب التنويه إلى أن عدد من الأكاديميين والباحثين يطلقون على هذا النوع اسم الاستقراء اليقيني.
2- منهج الاستقراء الناقص: يقوم الاستقراء الناقص على دراسة كل جانب من جوانب موضوع البحث العلمي على حدى وتعميم هذه النتائج على الموضوع بشكل عام حتى تظهر الجوانب العامة لحل الموضوع والذي يطبق بدوره على عموم موضوع البحث وجزئياته الأخرى، وتتميز هذه الطريقة بأنها سريعة ولا تحتاج إلى نفس الوقت الطويل اللازم للقيام بالاستقراء الكامل ولكنها قد تكون غير دقيقة بشكل كامل في بعض الأحيان، وهنا يجب التنويه إلى ان تسمية هذا النوع تكون الاستقراء غير الكامل أو الغير يقيني لدى عدد من الأكاديميين والباحثين.
ميزات وعيوب المنهج الاستقرائي
منهجية الاستقراء العلمي لها العديد من المميزات والعيوب أسوةً بباقي المناهج العلمية الأخرى، ومن أهم ميزات الاستقراء العلمي ما يلي:
- دقة الدراسة التي يتم القيام بها والتي تطال كافة الجوانب والجزئيات في البحث العلمي.
- يعتمد الباحث على ما يراه بشكل مباشر من خلال التجربة والملاحظة والتي تعطيه معرفة كبيرة في موضوع البحث.
- إمكانية إيجاد الحلول والتفسيرات البحثية التي تعد صعبة الحل بشكل عام دون الخوض في التفاصيل والجزئيات.
أما بالنسبة لعيوب الاستقراء العلمي فمن أهمها ما يلي:
- ربما تكون نتائج التعميم في بعض الأحيان غير صالحة بشكل كبير وخصوصاً في حال الاستقراء الناقص وبالتالي تكون نتائج البحث غير صحيحة ودقيقة بالشكل المطلوب.
- إمكانية تبدل المعطيات الحالية التي أجريت عليها الدراسة وبالتالي تغير النتائج البحثية في حالة إجراء نفس الدراسة في وقت لاحق.
مراحل عمل المنهج الاستقرائي
يتطلب العمل وفق منهجية الاستقراء أجراء مجموعة مراحل رئيسية والتي من أبرزها ما يلي:
- تحديد الموضوع وحدوده: البحث العلمي القائم على أي منهجية علمية ومنها الاستقراء يجب أن يكون موضوعه واضح المعالم وله حدود علمية واضحة ومحددة.
- اختيار عينة الدراسة: يجب على الباحث أن يختار عينة الدراسة البحثية بعناية ودقة عالية مما يضمن جودة وكفاءة النتائج البحثية.
- جمع البيانات والمعلومات: يجب على الباحث دراسة كافة الحقائق والمعلومات المتوفرة عن موضوع البحث، وجمع البيانات اللازمة لتكوين المعلومات الحديثة والتي تستخدم إحدى الوسائل التالية:
1- التجربة: تستخدم التجربة في حال كان موضوع البحث محسوس ويمكن التبديل في العوامل المؤثرة عليه أو في عناصره وغالباً ما تستخدم هذه الوسيلة في دراسة العلوم الطبيعية.
2- الملاحظات: يجب على الباحث تدوين كافة الملاحظات التي يجدها في العينة المدروسة، والتي تكون باستخدام الملاحظات المقصودة والتي يضعها الباحث لدى اعتقاده بأنها تساهم في حل موضوع البحث، والملاحظة البسيطة التي تظهر أثناء الدراسة والتي تساهم في إيجاد الحلول البحثية.
3- وضع الفرضيات والتساؤلات العلمية: وهي مجموعة الأسئلة والفرضيات التي يضعها الباحث في سبيل اكتشاف الحلول المناسبة لموضوع البحث سواءً كان ظاهرة أو مشكلة بحثية.
4- النتائج البحثية: وهي مجموعة الاكتشافات التي توصل إليها الباحث في نهاية المطاف والتي يجب أن تكون دقيقة ومثبتة بما يؤكد نجاح البحث في حل الموضوع.
في الختام المنهج العلمي الاستقرائي هو أحد المناهج العلمية التي كانت ولا تزال مستخدمة بشكل كبير، والتي يعتمد عليها في حل المشكلات والظواهر العلمية التي تمتلك جوانب وجزئيات عديدة.