المناهج العلمية هي وسيلة أساسية وضرورية في عالم البحث العلمي ولا يمكن الاستغناء عنها في أي دراسة أو بحث مهما كان نوعه أو مجاله الاختصاصي، وتوجد مجموعة من مناهج البحث التي يعمل عليها كافة الأكاديميين والباحثين ومنها المنهج العلمي التجريبي الذي كان ولازال حتى الآن من أهم مناهج البحث العلمي وله استخدامات واسعة وذلك بسبب مجموعة الخصائص والمميزات التي يوفرها للباحثين، ويتم العمل وفق المنهج التجريبي عبر خطوات محددة ومعروفة وهذه الخطوات هي التي تساهم في إيجاد الحلول البحثية، ونظراً لأهمية خطوات المنهج التجريبي في البحث العلمي سوف نستعرض معكم هذه الخطوات بشكل كامل ومفصل في مقالنا هذا.
مناهج البحث العلمي وأهميتها
المنهجية هي كلمة تستخدم في وصف أسلوب محدد ومعروف في أي عمل معين، وفي البحث العلمي تعبر المنهجية عن أسلوب العمل أي أنها مجموعة خطوات تؤدي إلى الوصول لنتائج البحث العلمي، وهناك مجموعة من مناهج البحث العلمي المنتشرة والتي من أهمها على سبيل المثال المنهج التجريبي، والمنهج التاريخي، والمنهج الاستقرائي، والمنهج الفلسفي، والمنهج الاستنباطي، والمنهج التحليلي وغيرها من المناهج الأخرى، والتي تكمن أهميتها من خلال مجموعة من الأسباب التي في مقدمتها ما يلي:
1- تنظيم العمل في البحث العلمي والتي ترشد الباحث إلى الخطوات التي يجب عليه إتباعها أثناء إعداد وتنفيذ البحث.
2- ترتيب أفكار الباحث بشكل منطقي وعلمي فعال ومثمر.
3- تحديد ماهية المعلومات التي يجب الحصول عليها وطرق الوصول إليها وخصوصاً من خلال تحديد طرق جمع البيانات والتي تنتج المعلومات من خلالها.
المنهج التجريبي
تعتبر طريقة التجريب بشكل عام هي صفة من الصفات الإنسان العامة حيث كان الإنسان البدائي يعتمد التجربة لتعلم كيفية الحياة وهذا ما استمر مع الإنسان وتبلور بشكل علمي مع ظهور الحضارات واستوطان التجمعات السكانية، ونجد الكثير من التجارب الإنسانية التي خلقت مفاهيم ثورية جديدة في حينها وأثارها الناتجة كانت مهمة جداً حتى يومنا الحاضر.
فالمنهج التجريبي هو واحد من أشهر مناهج البحث العلمي واقدمها حيث يقوم على أسلوب التجربة ولذلك ينتشر استخدامه في المجالات العلمية المحسوسة ومنها العلوم الطبيعة والفيزياء والكيمياء وغيرها، يتم الاعتماد على الملاحظة والمشاهدة المباشرة لنتائج الاختبارات التي يجريها الباحث، كما ويفيد التجريب في البحث العلمي بمساعدة الباحث على التنبؤ بما يمكن حدوثه في المستقبل.
ومن هذا المنطلق يمكن أن يتساءل الكثيرون عن أهمية المنهج التجريبي؟ والتي تظهر بشكل جلي من خلال ما يلي:
1- المنهج التجريبي هو الحل الأفضل لدى البحث العلمي في المجلات المحسوسة التي تحتمل التجربة والتي يمكن تطبيق تعديلات على مدخلاتها أو العوامل المؤثرة فيها.
2- تساهم خطوات المنهج التجريبي بشكل كبير في التوصل إلى القوانين الرياضية والمعرفية التي يعمل الإنسان على اكتشاف المزيد منها بشكل متواصل.
3- يساعد المنهج التجريبي الأكاديميين على ملاحظة الموضوع البحثي بشكل مباشر وواضح مما يساهم في تكوين نتائج بحثية منطقية ومثبتة.
4- يعتبر المنهج التجريبي أهم طرق فهم الظواهر العلمية التي لا يعرف سببها ولكن يوجد معرفة دقيقة ومفصلة لما يساهم في تكوينها.
5- تعتبر طريقة التجربة أهم وسيلة لتأكيد حلول المعضلات العلمية التي تواجه الباحثين في العديد من المجالات والتخصصات العلمية المختلفة.
خطوات المنهج التجريبي
المنهج التجريبي مثل جميع المناهج العلمية يحتاج إلى عدة خطوات أساسية لقيام البحث العلمي وفقه وتكون هذه الخطوات وفقاً للآتي:
· تحديد موضوع البحث العلمي:
موضوع البحث العلمي هي الخطوة الأولى خطوات المنهج التجريبي التي يقوم بها الباحث في مختلف الأبحاث العلمية باختلاف منهج البحث العلمي المتبع، ويجب أن يتم التحديد بشكل دقيق وواضح حيث يكون للموضوع بداية ونهاية ونقاط دراسية محددة لا تسبب الضياع للباحث والتشعب عن الدراسة المطلوبة، ويساعد تحديد موضوع البحث في تحديد الخطوات اللازمة للعمل وعلى سبيل المثال البحث عن المراجع والمصادر المتعلقة بالموضوع واختيار عينة البحث المناسبة ،كما ويجب أن يكون الموضوع منطقي وقابل للدراسة واكتشاف النتائج، ويقدم الفائدة المرجوة على الناحيتين العملية والعلمية.
· جمع المعلومات والحقائق السابقة:
تعد المعلومات والحقائق المثبتة من خطوات المنهج التجريبي الهامة حيث تكون الصورة الواضحة للباحث عن مضمون الموضوع وكل ما تم اكتشافه سابقاً في هذا الصدد، ويجب أن يختار الباحث المصادر الموثوقة والمعتمدة والتي في مقدمتها الكتب التي أنتجت عن هذا الموضوع، والمجلات العلمية بأنواعها وخصوصاً المحكمة منها التي تنشر الأبحاث والدراسات العلمية الموثوقة، والمراجع الأخرى المختلفة ومنها مواقع شبكة الإنترنت والتي يجب توخي الحذر لدى الأخذ بالمعلومات منها والتأكد من مصدرها ومصداقية الموقع الإلكتروني وينصح الخبراء في هذا المجال بالاعتماد على المواقع الرسمية والمعروفة والتي تكون تابعة للهيئات والمؤسسات العلمية أو الدولية أو الحكومية.
· اختيار حدود البحث وعينة الدراسة:
حدود البحث العلمي من النقاط الأساسية في تنفيذ البحث والتي تتضمن تحديد الزمان الذي تجري فيه الدراسات والمكان الذي جمعت فيه البيانات، ويجب على الباحث اختيار العينة البحثية التي تتم دراستها بشكل دقيق حيث يجب أن تتوفر فيها عدة شروط أساسية ومن أهمها شمولية الموضوع بشكل كامل ودقة البيانات التي تجمع منها بحيث تشكل قاعدة البيانات التي يبني عليها الباحث العمل.
· تحديد أدوات البحث العلمي:
من خطوات المنهج التجريبي الهامة هي تحديد أدوات البحث العلمي والتي تستخدم في جمع البيانات، والأدوات البحثية تحدد بما يناسب المنهجية والإمكانيات التي يمتلكها الباحث حيث يجب أن تساعد الباحث على إجراء التجارب العلمية المناسبة للموضوع والخروج بالبيانات اللازمة لتشكيل المعلومات التي تحل مشكلة البحث أو تكشف ظاهرة البحث.
· صياغة تساؤلات وفرضيات البحث العلمي:
من خطوات المنهج التجريبي والتي تستخدم في مختلف المناهج العلمية اختيار فرضيات أو تساؤلات البحث والتي تكون عبارة عن الطريقة التي تستخدم في تكوين النتائج من خلالها، ويجب أن تكون الفرضيات منطقية ومناسبة وتساعد على وصول الباحث إلى الهدف المنشود.
· جمع البيانات وتكوين المعلومات:
يقوم الباحث في هذه المرحلة بجمع البيانات التي استخراجها من العينة المدروسة والقيام بتحليلها ومعالجتها عن طريق الوسائل العلمية المختلفة والتي من أبرزها الإحصاء العلمي وتشكيل المعلومات التي يقوم الباحث باستخدام الفرضيات والتساؤلات التي وضعها للتوصل إلى حل موضوع البحث من خلالها.
· وضع النتائج البحثية النهائية:
تعتبر هذه الخطوة هي أهم خطوات المنهج التجريبي والتي يضع الباحث فيها النتائج البحثية التي تم اكتشافها والتي تعتبر صفوة البحث والغاية الأساسية من القيام به، ويجب أن يقوم الباحث بدعم النتائج من خلالها البرهان والتأكيد على صحتها وموثوقيتها ،وبعدها يقوم الباحث بتوثيق البحث العلمي وكتابته بشكل كامل.
في الختام يمكننا التأكيد على مدى أهمية إتباع خطوات المنهج التجريبي بدقة للحصول على النتائج البحثية المثالية والتي بدورها تكون النجاح للبحث والباحث على حد سواء.