المنهج الوصفي الإرتباطي
إن الإطلاع و المعرفة بمناهج البحث العلمي يعد من أهم الأنشطة البحثية ، حيث تتعدد مهام الباحث العلمي في منظومة البحث العلمي المتكاملة ، و التي من أبرز مهامها إستخدام المنهج العلمي المناسب ، هنا قد يصادف الباحث المنهج الوصفي الإرتباطي في الكثير من الأحيان ، حيث تعد من أهم ما يتسم به هذا المنهج هو وجوده في العديد من مناهج البحث العلمي الأخرى ، كأحد مكونات منهجية المنظومة البحثية العلمية .
في هذا المقال سوف نتطرق لأهم المعلومات عن المنهج الوصفي الإرتباطي ، حتى يمكن للباحثين و الطلاب معرفة أهم المعلومات عن هذا المنهج الذي يلعب دورا حيويا في إجراء البحث العلمي ، و الوصول إلى أهم النتائج العلمية.
نبذة عن المنهج الوصفي الإرتباطي :
يعد المنهج الوصفي الإرتباطي واحدا من مناهج البحث العلمي ، قد يعتمد عليه العديد من الطلاب و الباحثين أثناء إجراء البحث و إختبار فروض الدراسة العلمية ، و ذلك بهدف الحصول على النتائج الصحيحة من تلك الفروض ، فيقوم المنهج الوصفي الإرتباطي على قياس مدى الإرتباط بين الظواهر المختلفة ، و ما هي أوجه الإختلاف و التشابه بينها ، و ما هي نوع العلاقة بين تلك المتغيرات الهامة ، و قياس أهم ما يميز ظاهرة عن الأخرى في الكثير من الأحيان و الظروف ، عن طريق الوصف و الملاحظة العلمية الدقيقة ، و جمع المعلومات بالطرق و الأدوات العلمية في الظروف الطبيعية التي يعتمد عليها المنهج الوصفي الإرتباطي ، مما يعطي هذا المنهج الأهمية الكبرى في مجال البحث العلمي .
و قد يكون المنهج الوصفي الإرتباطي من أكثر المناهج إستخداما في البحث العلمي ، نظرا لما يتمتع به من شمولية و مرونة و محاكاة للواقع و حقائقه ، فهو المنهج المعتمد في كل دراسات الحالة في المجالات العلمية و الإجتماعية ، و أيضا تطبيق المقارنات العلمية بين الظواهر بمختلف أنواعها.
أهم خصائص المنهج الوصفي الإرتباطي :
1 – إستخدام الملاحظة العلمية لجمع المعلومات :
من أهم خصائص المنهج الوصفي الإرتباطي ، هو أنه قائم على الملاحظة العلمية الدقيقة ، و التي يتم من خلالها جمع المعلومات بطريقة واقعية و حقيقية إلى حد كبير ، و قد يقوم الباحث العلمي بجمع المعلومات بالطرق الكمية أو الكيفية ، و ذلك تبعا لمجال البحث العلمي الذي يقوم الباحث بدراسته .
2 – حيادية المنهج الوصفي الإرتباطي :
تعتبر الحيادية من خصائص المنهج الوصفي الإرتباطي الهامة ، فهو منهج يعتمد في المقام الأول على تواجد الظاهرة في الواقع ، و هذا يجعله يبتعد عن أهواء الباحث العلمي الشخصية ، و تتسم نتائجه بقدر كبير و وافي من الحيادية ، و يعتمد إلى حد كبير على ما يجد عليه الباحث العلمي الظواهر دون تدخل منه في النتائج المتعلقة بها .
3 – الموضوعية و العقلانية :
تخضع البيانات التي يتم جمعها من المنهج الوصفي الإرتباطي إلى العمليات العقلية ، سواء في تحليلها أوقياسها و إصدار النتائج من خلالها ، مما يجعلها نتائج موضوعية لا تعتمد على التكهنات أو التخيلات ، حيث يعد منهجا علميا يمكن تطبيقه على الكثير من الظواهر العلمية البحتة ، بالإضافة إلى إمكانية تطبيقه على الظواهر الإجتماعية و الإنسانية .
4 – يمكن الإعتماد على جمع أكبر عدد من المعلومات عن طريق المنهج الوصفي الإرتباطي :
فقد يكون الباحث العلمي في حيرة ، عند رغبته في دراسة أحد الظواهر التي تحتاج لجمع الكثير من المعلومات حولها ، و لكن يعد المنهج الوصفي الإرتباطي أحد أهم المناهج العلمية التي يمكن من خلالها إستجماع الكثير من البيانات و المعلومات حول ظاهرة بعينها ، نظرا لمبدأ الملاحظة المنظمة التي تخضع لها الظواهر أثناء بحثها بالمنهج الوصفي .
5 – لا يعتمد المنهج الوصفي على الإفتراضات العلمية و إنما يعتمد على دراسة الحالة و المقارنات :
حيث أن المنهج العلمي غالبا ما يبتعد عن الفروض العلمية ، و أكثر ما يعتمد عليه في البحث و إصدار النتائج هي المعلومات الواقعية الناتجة عن دراسة الحالة ، أو تلك البيانات التي يتم تجميعها من المقارنات بين الظواهر المختلفة ، فتلك من أهم خصائص المنهج الوصفي الإرتباطي في البحث و الدراسة العلمية .
أهم خطوات المنهج الوصفي الإرتباطي :
إن المناهج العلمية هي مجموعة من الإجراءات الهامة و المنظمة ، و التي ينبغي على الباحث العلمي أن يتقنها جيدا حتى يمكنه أن يصل إلى النتائج المرجوة من هذا المنهج العلمي المتبع ، و من هنا يمكن عرض بعض خطوات المنهج الوصفي الإرتباطي ، حيث تتحدد له بعض الخطوات الأساسية فيما يلي :
1 – القيام بتحديد مشكلة البحث العلمي :
من أهم الخطوات التي يجب أن يقوم بها الباحث العلمي عند إتباعه المنهج الوصفي الإرتباطي ، فهو يجب أن يعرف جيدا ما هي مشكلة البحث العلمي المطلوب وضعها تحت الدراسة الوصفية ، و أن يتأكد جيدا من أهمية تلك المشكلة و صلاحيتها للدراسة من خلال هذا المنهج الهام .
2 – وضع الفروض العلمية :
من أهم ما يجب أن يضعه الباحث العلمي في إعتباره أيضا ، هو صياغة الفروض العلمية من مشكلة البحث العلمي التي تم إختيارها ، فمن خلال وضع الفرضيات العلمية يمكن أن يبدأ الباحث العلمي بتطبيق المنهج الوصفي الإرتباطي لحل تلك المشكلة .
3 – إختبار الفروض العلمية :
حيث تختلف طريقة إختبار الفروض العلمية من منهج إلى آخر ، و هنا في المنهج الوصفي الإرتباطي يكون إختبار الفروض العلمية عن طريق إختبار العلاقة بين الظواهر المختلفة ، و معرفة مدى الفروق و أوجه التشابه بين الظواهر الموضوعة تحت المجهر البحثي ، أو عن طريق دراسة الحالة التي يختص بها المنهج الوصفي الإرتباطي.
4 – إختيار أهم الأدوات البحثية :
حين يبدأ الباحث العلمي بتطبيق إجراءاته البحثية ، ينبغي عليه دائما إختيار أكثر الأدوات العلمية التي سوف تؤدي إلى تحقيق أهدافه ، و في المنهج الوصفي الوصفي الإرتباطي تتعدد أدوات البحث العلمي ، منها إجراء الملاحظة العلمية أو المنظمة أو العشوائية ، أو أدوات تسجيل البيانات المختلفة و تحليلها ، و أيضا أدوات دراسة الحالة و أهم ما يلزمها لكي تتم على أكمل وجه .
و من خلال توفير تلك الأدوات الهامة في البحث الوصفي الإرتباطي ، يمكن أن يضمن الباحث العلمي النجاح في الوصول إلى النتائج العلمية المتوقعة و المحققة للأهداف .
5 – التوصل إلى نتائج البحث العلمي بشكل نهائي :
في تلك المرحلة الأخيرة من تطبيق المنهج الوصفي الإرتباطي ، يقوم الباحث العلمي بتجميع نتائج البحث ، و يقوم بتحليلها عن طريق الوسائل المناسبة ، حتى يستطيع أن يصدر تلك النتائج بشكل نهائي ، و يصل إلى إجابة الفروض العلمية التي تمثلت في الأسئلة عن العلاقات الإرتباطية بين الظواهر العلمية المختلفة ، أو دراسات الحالة المتعددة ، و تلك من أهم خطوات المنهج الوصفي الإرتباطي .