يعتبر المنهج الاستقرائي واحد من أهم مناهج البحث العلمي والتي عُرفت منذ قرون عديدة، وبالأخص عند أهل المنطق، ويُعرف منهج الاستقراء بأنه العملية التي على أساسها يرتقي الباحث العلمي من الحالات البسيطة إلى قواعد وأسس كاملة وعامة في آن واحد، ويعتمد الباحثين على هذا المنهج إن كان هدفهم الحصول على نتائج أعم من المقدمة، ويمكن استعمال هذا المنهج أيضًا في العلوم الطبيعية، وكذلك الكثير من العلوم الإنسانية، وسوف نتعرف على خطوات المنهج الاستقرائي وأنواعه بالتفصيل.
خطوات المنهج الاستقرائي
ولكل منهج علمي في العموم مجموعة من الخطوات ينبغي على الباحث العلمي أن يتبعها إن كان يرغب في الوصول إلى نتائج جيدة في بحثه العلمي، وهذا الأمر ينطبق أيضًا على المنهج الاستقرائي الذي له مجموعة من الخطوات لا بد للباحث أن يسير على أساسها بالترتيب، وهي كالتالي:
الملاحظات
عندما يقوم الباحث العلمي بجمع البيانات والمعلومات ويقوم بتحليلها تحليل علمي، ثم يقوم بتلخيص تلك المعلومات التي حصل عليها يكون بذلك اتبع أولى خطوات المنهج الاستقرائي وهي الملاحظات، وهناك نوعين من الملاحظات؛ أما الملاحظات المقصودة، أو الملاحظات البسيطة، فالأولى تساعد في اختيار منهج البحث العلمي، والثانية هي التي تأتي للباحث بدون سابق تخطيط.
الفرضيات
الفرضيات هي الأفكار التي يعمل الباحث العلمي على طرحها ومن ثم يقوم بوضع تفسيرات أو حلول للمشكلة التي على أساسها يقوم بالعمل البحث العلمي، وبعدها يعمل الباحث على عقد مقارنة بين الفرضيات وبالتالي في النهاية يصل إلى فرضية تناسب موضوع بحثه العلمي.
التجارب
من أهم الخطوات المتعلقة بالمنهج الاستقرائي هي التجارب، فيقوم الباحث العلمي بعقد تجارب على الفرضيات وبالتالي يستنتج صحة المنهج الذي يسيره عليه في مشواره بحثه العلمي، ويتعرف على مواطن الضعف ونقاط القوة.
أنواع المنهج الاستقرائي
المنهج الاستقرائي له نوعين يمكن الاعتماد عليهما حينما تبدأ في استخدام هذا المنهج في البحث العلمي، فأما النوع الأول فهو الاستقراء الكامل، وهو النوع الذي ينبغي أن تتوافر به شروط معينة حتى يمكن للباحث تعميم نتائجه وعلى رأس شروط: (انتشار المعنى في كافة الدروب المتعلقة بالمشكلة، وكذلك أن تكون نتيجة الاستقراء مكررة في الملاحظات المتعلقة بمشكلة البحث العلمي)، بينما النوع الثاني هو الاستقراء الناقص، أو كما يُطلق عليه الاستقراء الغير يقيني، واستخدام كلًا منهما كالتالي:
الاستقراء الكامل
يُطلق عدد من الباحثين على هذا النوع اسم الاستقراء اليقيني، ومن خلال هذا النوع يعمل الباحث العلمي على ملاحظة كافة الظواهر المتعلقة بموضوع الدراسة الخاصة به، ومن ثم وفي النهاية يعمل على إصدار أحكام ونتائج، ولكن هذا النوع يحتاج إلى وقت أطول من الاستقراء الناقص، ولذلك نؤكد على أنه بطيء، ولكنه دقيق.
الاستقراء الناقص
ومن خلال هذا النوع يستطيع الباحث بل وينبغي أن يخرج من الجزء إلى الكل، وعندما يبدأ الباحث بدراسة الجزء فإنه سيتمكن من دراسته من جميع الجوانب، وبالتالي يستطيع التعرف على طبيعته، ومن ثم يحصل على نتيجة وبالتالي يستطيع أن يُعممها على الكل، ولكن ما يُعيب هذا النوع أنه لا يقدم معلومات دقيقة.
وبهذا نكون قد قدمنا لكم حديثًا وافيًا عن المنهج الاستقرائي وتناولنا أنواعه وخطواته أيضًا كما يستخدمها الباحثين في العديد من المجالات، والجدير بالذكر أننا وجدنا عدد غير قليل من الباحثين يستخدمون منهج الاستقراء وخصوصًا الاستقراء الكامل الذي يتميز بوضوحه ودقة نتائجه على الرغم من استغراقها وقت أطول من الاستقراء الناقص، إلا أننا نستطيع من خلالها الوصول إلى نتائج متميزة.