المنهج التجريبي في البحث العلمي يعتبر من أهم مناهج البحث العلمي والذي اعتمد عليه عدد كبير من الباحثين في عدد كبير من الأبحاث العلمية التي نجحت وتميزت وأفادت العلم أيضًا، ويعتمد المنهج التجريبي على الملاحظة بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، ولكن ينبغي أن يكون الباحث العلمي على وعي ودراسة كاملة بكل ما يتعلق بالمنهج التجريبي حتى يستطيع الاعتماد عليه في بحثه، فلهذا المنهج خطوات وطرق أيضًا، وهذا ما سنتعرف عليه.
خطوات المنهج التجريبي في البحث العلمي
وحتى يستعمل الباحث المنهج التجريبي في البحث العلمي ينبغي أن يكون على علم بخطواته الصحيحة، وبالتالي سيكون قادرًا على أن يستفيد منه استفادة كبير، تهوي في النهاية ببحثه العلمي إلى أفضل مكانة بين الأبحاث العلمية الأخرى، ومن أهم خطوات المنهج التجريبي ما يلي:
الملاحظة
الملاحظة تعتبر من أهم خطوات المنهج التجريبي التي يجب أن تُتبع، وعبر تلك الخطوة يستطيع الباحث أن يتعرف ويصل إلى حقائق جديدة يستعملها في البحث، فالبحث العلمي دائمًا يبدأ بالملاحظة، وهناك ملاحظة إيجابية، وهناك ملاحظة سلبية، أما الملاحظة الإيجابية فهي إن رآها الباحث يتبعها ويتعرف على أسبابها، بينما الملاحظة السلبية فيرغب الباحث في التعرف على موطن الضعف الكائن فيها.
التجربة
تأتي في المرحلة الثانية عقب الملاحظة خطوة التجربة، وهي من أهم الخطوة أيضًا، فبعد الملاحظة والنظر إلى الأسباب، ينظر الباحث إلى المشكلة ويقوم بعمل تعديلات مختلفة على تلك المشكلة، ومن ثم يبدأ في التجريب، ويحاول متابعة النتائج التي سيتوصل إليها من خلال التجربة، ويقوم بتسجيل النتائج التي استطاع الوصول إليها.
الفرضيات
وهي الخطوة الثالثة والمهمة أيضًا من خطوات منهجنا التجريبي، ويقوم الباحث العلمي بوضع الفرضيات التي لم يستطيع أي شخص إثباتها، وهذه الخطوة تساعد الباحث العلمي في التوصل إلى حقيقة علمية ممنهجة، وأيضًا هي بمثابة شعاع النور الذي يسير الباحث من خلاله أثناء عمل البحث العلمي.
تحقيق الفرضيات
وهذه الخطوة هي الخطوة الأخيرة من خطوات المنهج التجريبي، ويُجري بالفعل الباحث العلمي التجربة أثناء هذه الخطوة، وبالتالي يستطيع أن يتعرف على صحة الفرضيات التي فرضها، أو يتأكد من عدم دقتها، وهنا تكمن أهمتها.
طرق المنهج التجريبي
وهناك ثلاثة من الطرق للمنهج التجريبي، هذه الطرق يُمكن لأي باحث الاعتماد عليها أثناء عمل بحث علمي معتمدًا على المنهج التجريبي، حيث أن هناك طريقة الاتفاق وطريقة الاختلاف وهناك أيضًا طريقة التغيير النسبي، وهما كالتالي:
طريقة الاتفاق: أما عن طريقة الاتفاق فهي أو طرق تم اكتشافها للمنهج التجريبي، وفي هذه الطريقة يتم عمل مقارنة بين الظواهر التي كانت لها اليد الأولى في ظهور الظاهرة الأولى التي على أساسها تم عمل البحث، وبالتالي يفترض الباحث نتائج وفق أسباب واقعية.
طريقة الاختلاف: وهي الطريقة الثانية المتعلقة بالمنهج التجريبي، ومن خلال هذه الطريقة يتم عمل مقارنة بين ظاهرتين متشابهتين في كل شيء إلا في أمر واحد فقط.
طريقة التغيير النسبي: أما الطريقة الثالثة الخاصة بطرق المنهج التجريبي فهي تقوم على أنه في حال وجود أي زيادة أو نقص في العلة، فإنه بالتبعية يكون هذا الأمر موجود أيضًا في المعلول.
أنواع التجارب في المنهج التجريبي
وندخل في أمر آخر وهو من الأمور المهمة التي ينبغي أن نتناول الحديث عنها حينما نتحدث عن المنهج التجريبي في البحث العلمي وهو أنواع التجارب في هذا المنهج، فهنا أنواع مختلفة من التجارب، ولكن من أهمها:
التجارب العلمية والتجارب غير العلمية: كما هو معروف أن التجارب العلمية يتم عملها في المختبرات، وفق ضوابط معينة يعمل الباحث العلمي على تجهيزها، وبالتالي نحصل في النهاية على نتائج دقيقة، ويجوز أن يقوم الباحث بإعادة التجربة أكثر من مرة.
تجارب على مجموعات أو مجموعة واحدة: ومن خلال هذا النوع يعمل الباحث على إجراء تجارب إما على مجموعات أو مجموعة واحدة، ومن ثم يقوم بالتأني والبحث الدقيق في دراسة الحالة بعد أن تعرضت بالفعل لعامل مستقل.
تجارب قصيرة وتجارب طويلة: التجارب الطويلة بالطبع تحتاج إلى وقت طويل حتى تظهر نتائجها للباحث العلمي، بينما في المقابل هناك بعض التجارب القصيرة التي لا تستغرق وقت طويل، وبالتالي يُمكن أن نحصل على النتائج من خلالها في وقت سريع.
وبهذا نكون قد تناولنا الحديث بالتفصيل على المنهج التجريبي في البحث العلمي أحد أهم مناهج البحث العلمي الذي استخدمه عدد كبير من الباحثين في السنوات الماضية أثناء إجراء الأبحاث العلمية والتجارب.