البحث العملي أنواعة وخصائصة
البحث العلمي بالتعريف سلسة متتالية من الخطوات المتضمنة طرح قضية ما وتجميع البياناتوالمعلومات والملاحظات و تحليلهاللوصول إلى الحلول الممكنة لمشكلة البحث وتوثيقها بالبراهين وفق منهجية محددة بهدف إثبات حقائق واكتشافات جديدة .
يجب أن يتم البحث بأسلوب علمي معتمداً ع خبرة الباحث ومعرفته المسبقة واجتهاده مبتعداً عن فرضيات وقواعد محددة مسبقاً.
يهتم البعض بكتابة البحث العلمي للحصول على درجة أكاديمية مرموقة يتباهون بها, فهو الطريق لبلوغ التفوق وإعلاء مكانتهم في المجتمع المحيط بهم.
تصنيف البحث العلمي
تصنف البحوث العلمية حسب طريقة الدراسة إلى:
- بحوث أساسية أو نظرية: هو الدراسة في الأسباب الأساسية لحدوث مشكلة أو ظاهرة ما متعلقة بالعلوم البحتة , وليس الغرض منها دراسة مشاكل عملية ذات أهمية فورية , وإنما دراسة و استخراج التفسير العلمي و المنطقي ووضع الاستنتاجات الأخيرة مما يساعد ببناء حدود جديدة للمعرفة وتساعد في العديد من الأبحاث التطبيقية .
تسعى البحوث الأساسية للتعميم , لشرح أسباب الظواهر من حولنا و اكتشافها ووضع القوانين و النظريات لها.
- بحوث عملية أو تطبيقية : هي بحوث عملية يتم تطبيقها مباشرة للوصول إلى معارف جديدة معتمدة على مجموعة من القوانين والنظريات بهدف حل المشكل وتحقيق فعالية أكبر في مجال العمل في سبيل رفع الإنتاجية .
لا تسعى هذه البحوث للتعميم حيث يتم دراسة حالات فردية أو مجموعات محددة وتركز على المتغيرات المتكررة لتحقيق الدقة في النتائج .
تقسم البحوث النظرية والتطبيقية إلى ثلاث أنواع من الأبحاث ذات خصائص متنوعة :
- بحث كمي
- هو بحث رقمي غير وصفييتعمد على الإحصائيات والرياضيات ولغة الأرقام.
- يعتمد على التكرار و تسجيل النتائج في كل مرة .
- يبحث في زمن ومكان المشكلة المدروسة لاتخاذ القرار الصائب.
- يستخدم الجداول والرسوم البيانية لتوضيح نتائج الدراسة.
- بحث نوعي
- بحث وصفي يهتم بنوع المشكلة البحثية ويستخدم المنطق .
- يعتمد على وصف المواقف للحصول على المعنى .
- هو بحث استكشافي يبحث في سبب المشكلة لوضع القرار للحلول.
- لا يعتمد على الجداول والرسوم في النتائج وإنما يقدمها بشكل مباشر وصريح.
بالإضافة إلى البحوث المختلطة والتي تجمع بين البحث الكمي والنوعي لتكون مزيج من الإحصائيات والشرح الوصفي والتمثيلي للدراسة والنتائج .
كما تقسم البحوث العلمية حسب أسلوب تقديم البحث إلى عدة أنواع :
البحوث الوصفية
تهدف لوصف المشاكل والأحداث وتغيراتها حسب ظروفها الزمانية و المكانية و تجميع المعطيات والحقائق عنها , وذلك عن طريق تدوين ملاحظات عن التغيرات وإجراء اختبارات ودراسات محددة .
البحوث التجريبية
تقوم على تطبيق عملي في الدراسة عن طريق تحليل المشكلة وتدوين الملاحظات و طرح فرضيا الحل و التحقق منها من خلال مراقبة المتغيرات وجدولة النتائج ليتم التحكم بها و وضع قوانين معيارية معتمدة .
البحوث التوضيحية
تعتمد على دراسة العلاقات بين المواقف والظواهر والأفراد والمجموعات , والربط بينها لتحقيق فهم جديد وشرح لهذه العلاقات , فالبحث التوضيحي يشرح كيفية الربط بين أجزاء الظاهرة نفسها مع وضع التساؤلات السببية دائماً.
البحوث الاستكشافية
الهدف من البحوث الاستكشافية هو تحديد القضايا والمتغيرات الرئيسية وهو بحث واسع التركيز يعمل على تأمين إجابات محددة لقضايا بحثية و التي ليس من السهل توفيرها, حيث يتضمن البحث إجراء مقابلات جماعية مركزة و دراسات جدوى شاملة .
البحوث الطولية
تهدف لدراسة جميع البيانات لموضوع البحث في نواحي متعددة مع الوقت , حيث يتم دراسة خصائص العنصر المقصود ومعدلات التغيير للدراسات الفرعية المتعلقة بنفس الموضوع خلال العام .
على الرغم من سيئات هذه البحوث من حيث استهلاك الوقت والتكلفة إلا أنها تعطي نتائج أكثر دقة وعلاقات مع المتغيرات .
البحوث التاريخية
تعتمد على دراسة تاريخ المشكلة والتغيرات التي حصلت في كل مرة مع تحديد عدد المرات و مدى التأثير في كل مرة , وجمع كل هذه المعلومات وتحليلها لوضع الحلول لها لتلافي الوقوع في الأخطاء السابقة ووضع خطة تنبؤيه جديدة للمستقبل , مركزاً على التصورات المستقبلية للأفراد والمؤسسات , و ذلك يتطلب دراسة موسعة و منفتحة على التطورات المستمرة .
البحوث الاستعراضية
تتم في هذه الدراسات تجميع البيانات مرة واحدة خلال فترة زمنية محددة أيام , أسابيع أو أشهر وهي دراسات وصفية واستكشافية تهدف لتوضيح كيفية سير الأمور الحالية دون أي اهتمام بالمتغيرات أو الظواهر القديمة .
البحوث ذات الدراسة السياسية
تركز على وضع تقارير معتمدة حول كيفية حل مشكلة ما أو منع وقوعها.
البحوث التصنيفية
تهدف هذه الدراسة إلى تصنيف المشكلة في مجموعات لتحديد الاختلافات ووضع العلاقات .
البحوث السببية و المقارنة
تهدف هذه الأنواع من الأبحاث إلى توضيح العلاقة بين السبب ولنتيجة عن طريق دراسة سبب وقوع المشكلة والحلول المتاحة , بالإضافة لتحديد أوجه التشابه والاختلاف بين الوحدات على جميع المستويات
كذلك يمكن تصنيف البحث العلمي حسب محتوى الدراسة :
- البحوث الاجتماعية
تناقش هذه البحوث قضايا اجتماعية حيث تهتم بدراسة العلوم الاجتماعية والتربوية متل علم النفس والاجتماع والفلسفة.
- البحوث السياسية
تهتم بدراسة المتغيرات السياسية والقوانين الدولية والمعاهدات والاتفاقيات
- البحوث الدينية
تهتم بدراسة الأديان و ما تتضمن من فرائض وتشريعات
- البحوث العلمية
وهي البحوث التي تهتم بالمواد العلمية البحتة من كيمياء وفيزياء و علوم الرياضيات والأحياء والفلك والتي تعتبر أمور أساسية بالشكل العام و يسعى الباحثون لتخصيصها
- البحوث الاقتصادية
تدرس العلاقات والمتغيرات الإدارية والاقتصادية والمالية , وتهتم بدراسات الجدوى الاقتصادية و الأسهم والعملات وتساعد على تقديم حلول لزيادة الإنتاج و الوفر المالي و العمل على مسائل مستقبلية و مشاكل الأزمات.
- البحوث الجغرافية والمناخية
تهتم بدراسة الظواهر الجغرافية و طبيعة الظروف المناخية وتغيرات التضاريس و البحار والمد والجزر .
- البحوث التاريخية :
تدرس تاريخ البشر والكون والمراحل التي مرت بها و التغيرات التي حصلت و الأحداث التي تتسم بها كل مرحلة .
كذلك يمكن تصنيف البحوث وفق المرحلة الدراسية من بحوث مدرسية وجامعية وأبحاث الدراسات العليا من ماجستير ودكتوراه .
خصائص البحث العلمي
- الموضوعية
هي القدرة على الرؤية وتقبل الحقائق كما هي وليس كما يريدها الباحث وذلك بالابتعاد عن كل المعتقدات و الأفكار المتحيزة , وتعتبر أهم خصائص البحث العلمي اذا نها تعطيه قوة وتجعله مفيداً للمجتمع.
- الحياد
هو استخدام المعرفة في البحث دون التعلق بالقيم والمبادئ التي يملكها الباحث أو المجتمع وهذا لا يعني تجاهل قيم المجتمع وإنما وضعها جانبا عند الشروع في البحث فالعلم يهدف للمعرفة فقط وهو محايد أخلاقيا .
- منهجية البحث
وضع خطة عمل منظمة لدراسة مشكلة ما بناءً على أسلوب وطريقة علمية مثل تجميع البيانات ووضع فرضيات وأهداف للبحث و تجميع النتائج والاستنتاجات وتحليل الحقائق .
- الدقة
المعرفة العلمية واضحة ومفهومة وكل نقطة في البحث العلمي تمتاز بالدقة المتناهية ولا تتحمل الخطأ, والدقة هي أهم خصائص البحث العلمي .
- القدرة على التنبؤ
يتجه العلماء أحيانا إلى التفسير والتنبؤ المبني على دليل علمي ومنهجية موثوقة وليس فقط الاعتماد على الدراسات.
- التراكم المعرفي
البحث العلمي مثل عملية البناء , فهو يتعمد غالباً على أساس علمي سابق دونه العلماء من قبل ينتج عنه تراكم معرفي في مجال البحث.
يجب على الباحث التمييز دائما بين أنواع البحث العلمي والتركيز على العمل في مجال تخصصه محققاً التقدم في هذا المجال بما يعود بالمكانة والفائدة عليه